صالون «آفاق».. أداة التنوير في صعيد مصر

صالون آفاق بأسيوط

رندا ثروت

غرفة صغيرة تخرج منها أمسيات عظيمة، فعلى مدار ما يزيد عن 310 جلسة تنوعت ما بين تاريخية وفنية وعلمية وفلسفية، جاء صالون "آفاق" كأول صالون ثقافي بأسيوط يهدف إلى نشر الثقافة بمفهومها الواسع، حيث اكتساب المعرفة والقدرة على نقدها وتحليلها، ومن ثم تطبيقها عمليًا.

شغف محمد عبد الظاهر، مؤسس الصالون، بالثقافة دفعه لتأسيسه، حيث يقول مؤسس آفاق: "لما كنت في الجامعة شاركت في تأسيس نادي أدب كلية العلوم، وكنت بحضر أنشطة ثقافية كتير، وبعد الكلية دخلت الجيش، وكنت بفكر إني إزاى هملأ فراغ الأنشطة وأسيوط مفيهاش تنوع أنشطة غير للطلبة".

وتابع: "كنت عايز حاجة متنوعة زي ساقية الصاوي فيها أدب وعلم وفن وسياسة ومختلف أنواع الثقافة، عشان كده جاءت لي فكرة عقد جلسات أسبوعية يتناقش فيها مختلف الموضوعات تحت مسمى صالون ثقافي، فأسست آفاق في يوليو 2011، ولأن الصالون أسس في 2011، جاءت أولى جلساته بعنوان (هوية الدولة بعد الثورة)".

بالرغم من تمكن آفاق من جذب معظم الشباب المتعطش للمعرفة والثقافة، خاصة بعد ثورة 25 يناير، التي أفرزت جيلًا يتطلع لمعرفة كل شيء، ويسعى إلى تثقيف نفسه ليس سياسيًا فقط إنما فى مختلف المجالات، إلا أن هذا الحماس قل تدريجيًا بعد مرور سنوات.

أوضح محمد: "قبل الثورة كان المجتمع مغلق وأغلبية الناس غير مهتمة بالثقافة، بعد الثورة المجتمع انفتح وأصبح لديه نهم للنقاش والمعرفة، فجاء الصالون مثل مبادرات شبابية كثيرة، بدأت وقتها ثم عاد المجتمع مرة أخرى للانغلاق كما كان الوضع قبل الثورة فتأثرت بشدة، حيث إن أغلب الكيانات الشبابية وقفت بس آفاق كملت مع المعاناة من نقص المهتمين بالثقافة والنقاش".

توافر الأماكن لعقد الجلسات وسياسة المكان المضيف أبرز الصعوبات التي واجهت آفاق، فبحسب قول محمد: "في الأول كانت الأماكن بتستضيفنا مقابل الدعاية ليها ومش بتاخد مننا إيجار، وكنا بنصرف من جيوبنا كأعضاء، وبعدين لما بدأوا يطلبوا إيجار عملنا رسم حضور 5 جنيهات للفرد عشان تأجير القاعة".

وعن طريقة تنظيم الجلسات، تتم إدارة الصالون على هيئة مناظرة بين الفرق أصحاب الآراء المختلفة، بهدف الوصول إلى رأى سائد أو التوفيق بين وجهات النظر، فالهدف هو وجود صوت عقلاني معتدل يراعي الاختلاف في وجهات النظر، لكي يكون ممثلًا وهاديا للباحثين عن الحقيقة، وأكثر اقترابًا لها من الآراء الفردية والمنحازة.

 حدد محمد عدة رسائل يريد إيصالها عن طريق هذا الصالون الثقافي منها، الحفاظ على الهوية واللغة تحديدًا، باعتبارها الوعاء الفكري الذي يصون هذه الهوية، التعريف بالتاريخ ومحاولة إحياء التراث، فتح الباب لكل أشكال التعبير عن الرأي بغض النظر عن أية اختلافات.

 وأكد محمد، أنه يسعى إلى خلق مساحات جديدة للحوار مع احترام وجهات النظر المختلفة، فضلًا عن تطوير قدرات الأفراد الأدبية والفكرية والفنيّة مع دعم التفكير الإبداعي، وتوسيع مفهوم الثقافة وتبادل الأفكار، ما يسهم في الإرتقاء بالمجتمع، بالإضافة إلى نشر وتشجيع فكرة الأعمال الثقافية التطوعية ذات النفع العام، وتعزيز القيم الأخلاقية، وإعادة المجتمع إلى فطرته السليمة.

خرج من رحم آفاق كيانين آخرين هم؛ مكتبة آفاق للاستعارة والتي مخطط لها أن يكون لها موقع إلكتروني، ونادي آفاق المعرفي، فعطاء آفاق مستمر ويزيد ليضع بصمته في عقول كل محبين الثقافة والمعرفة.

وينعقد صالون آفاق الثقافي بأسيوط، دوريًا في مساء السبت من كل أسبوع، من الساعة السابعة حتى العاشرة.


الكاتب

رندا ثروت> رندا ثروت

شارك برأيك