الطربوش .. مانح الوقار للباشوات والأفندية بأمر محمد علي

مهنة صناعة الطربوش

مصر الناس

كتب- سلمى المنوفي، شيماء سالم

منذ ظهوره في عصر محمد علي، ظل الطربوش علامة على الرقي والوقار لمن يرتديه، ولكن مع مرور السنوات بدأت صناعة الطربوش في الاندثار رويدًا رويدًا، نظرًا لتراجع الإقبال عليها فضلا عن اعتبارها، "موضة قديمة" لا تواكب العصر الحالي.

كان محمد علي أول من أقر الطربوش كزي رسمي للموظفين في دواوين الحكومة، وأنشأ مصنعًا خاصة لإنتاجه بمدينة "فوة" بمحافظة كفر الشيخ عام 1828 ميلادية، وبمرور الزمن ولأسباب كثيرة تدهور إنتاج هذا المصنع مما أسفرعن أزمة كبيرة في المجتمع المصري آنذاك.

ودفع ذلك بالسلطان حسين كامل عام 1917 إلى الإعلان عن "مشروع القرش" أي تجميع قرش واحد من كل مصري لعمل مصنع لخامات الطرابيش واستمر العمل بالمصنع قبل أن تغلقه الدولة عام 1962 في أعقاب قرار منع ارتداء الطربوش في الدواوين الحكومية والمصالح الحكومية والشركات والمدارس وإلغاء الألقاب الرسمية كالبيك والباشا والأفندي.

صناعة الطربوش بمنطقة الغورية بحى الحسين

 نصر عبد الباسط أحد العاملين بصناعة الطرابيش يقول، أن عصرها الذهبي كان إبان حكم محمد علي وتطور شكله ليتميز في هذا العصر بطوله وقصر زره والشراشيب السوداء المنسدلة منه، لتنتقل من الحكام والملك إلى موظفي الدولة والطلاب وشرائح أخرى من المجتمع.

ويُضيف، أن صناعة الطربوش تمر بـ 11 مرحلة وفي مراحله الأخيرة يتم استخدام الجوخ الذي يُشكله كما يريد، ويرى أن تلك الصناعة لن تندثر في ظل وجود الأزهر الذي يعتبره المصدر الأول لزبائن صنعته.

وبحسب الروايات التاريخية فإن مهنة "الطرابيشي" كانت من المهن المحترمة في العهد الملكي وكان أصحاب هذه المهنة من أعيان البلاد، إذ كان الطربوش جزء أساسي من زي الرجل المصري؛ ومن العادات الغريبة في ذلك الزمان أن الشخص كان إذا مات يُحمل في نعش على الأكتاف إلى مثواه الأخير ويوضع على خشبة مرتفعة نسبيًا عن جسم النعش، الطربوش الذي كان يرتديه.

وبعد قرار منع ارتداء الطربوش في الدواوين الحكومية والجيش والشرطة عام 1962 بدأ رحلته نحو الاندثار، في ظل اقتصار ارتدائه على بعض طلاب الأزهر وشيوخه، ورغم ذلك لازالت بعض محال مصر القديمة وتحديداً في منطقة الغورية بحي الحسين تحتفظ بتلك المهنة التي توارثوها جيلا تلو الآخر.


الكاتب

مصر الناس> مصر الناس

شارك برأيك