في غرفة صغيرة داخل منزلها جهزها لها زوجها ووالدتها، لتكون ورشة تُبدع فيها، تقف آثار المحمدي، ذات الثلاثين عامًا، تُصمم من أخشاب الأشجار لوحات فنية مبدعة، في هيئة ديكورات للمنازل وأدوات المطبخ واللوحات الإرشادية.

بعدما تخرجت آثار في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، سافرت إلى السعودية وعملت في تصميم الأزياء لمدة 5 سنوات، لكنها وبحسب تعبيرها لم تجد ذاتها في هذا المجال، لكون عشقها للتصميم والابتكار على الخشب ظل يراودها حتى عادت إلى الإسكندرية.

وعن سر اختيارها أخشاب الأشجار لصناعة تصميماتها، أوضحت أنه أكثر صلابة من الخشب المسطح، ويضيف لمسة جمالية وطبيعية للمنزل، فضلًا عن كونه صديق للبيئة، لأنه جزء من الطبيعة.

بدأت آثار، مشروعها بتمويل ذاتي، وذهبت لشراء هذه الأخشاب من مدينة "مطوبس" في كفر الشيخ، ورغم تكلفة شراؤه ونقله، إلا أنها قررت الإستعانة بنجار ليساعدها في تقطيع الاشجار، إلى ألواح دائرية، بينما تتولى هي المرحلة الثانية من الصنفرة وإعداده.

وأوضحت آثار لـ"مصر الناس"، أن هذه الألواح تأتي من الشجر القديم، ويتم تقطيعها بطريقة دائرية، ويكون سطحها أملس برغم تعرج جوانبها، بحكم الطبيعة التي جاءت منها، ويميل لونها إلى البني الداكن، لكنها تدخل إليه ألوان متعددة، وتصميمات مختلفة، مؤكدة أن ذلك من الفنون الجديدة لكنه صعب ويحتاج لمعدات ومجهود ومكان واسع، لكن لضعف الإمكانيات تتم عملية الصنفرة والتقطيع البسيط بغرفة صغيرة في منزلها.

استخدمت آثار، برامج الرسم الاتجاهي مثل "Photoshop" و"Illustrator"، في تصميمات لوحاتها، والزيت و"الاتريلك" والبويات للرسم عليها.

لم تكن الإصابات خلال التقطيع والصنفرة فقط هي العقبة الوحيدة التي واجهتها، فكان هناك التكلفة والحالة الاقتصادية للسوق التي دفعتها لتعلم النجارة، وشراء ماكينات لتقطيع الخشب، وذلك لحرصها على تطوير واستمرار مشروعها الفني، أيضًا اعتبار الناس الديكورات سلعة غير ضرورية، وتصنيفها أحد مظاهر الترف كان تحدي آخر تواجهه.

أشارت آثار إلى احتياج فكرة التصميم وقت لابتكارها أطول مما تستغرقه عملية التنفيذ، معبرة عن خوفها من سرقة الأفكار، لكنها تؤمن في ذات الوقت أن الاستمرار سره الابتكار، ومن يسرق التصميمات لن يستطيع الاستمرار.

اختلاف تصاميمها يجعلها مميزة لدى زبائنها، الخاصة بأدوات المطبخ، التي من بينها حامل للطعام المجفف، وقاعدة لحماية الزجاج من الحرارة، وصندوق لوضع الخبز، ولوحات خشبية يُكتب عليها متطلبات المنزل.

للشراء اضغط على الصورة

وعلى الرغم من أن طائر البومة يتخذه البعض رمزًا للتشاؤم، إلا أن آثار اختارتها تصميمًا لأحد لوحاتها وبجانبها لوحة أخرى تكملها كتبت عليها "امتلكْ بومة، افعلها وكن مختلفًا"، يمكن وضعها في المكتب أو المنزل.

صممت أيضًا لوحة كتبت عليها عبارة "الحيطان ليها ودان"، وهي كلمات شارحة يتم وضعها غالبًا بجانب شباك الغرفة لتذكيرك بخفض صوتك، وغيرها من التصميمات الطريفة والمختلفة.

تتراوح أسعار اللوحات بين 85 جنيهًا و250 جنيهًا، لارتفاع تكلفة المواد الخام بالإضافة إلى المجهود الكبير الذي تبذله في التنفيذ.

تحلم آثار، بامتلاك معرضًا في القاهرة وآخر في الإسكندرية، بالإضافة إلى بيع لوحاتها على الإنترنت من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتي تحمل اسم "Asar Art work".

ولتحقيق حلمها، تتجول هي ولوحاتها في المعارض المفتوحة لأصحاب المشروعات الصغيرة، من أجل عرض منتجاتها.

وتتخذ آثار في حياتها مبدأ تسير على نهجه وهو "حقق حلمك بدلًا من أن تكون حُلم شخص آخر".

وتنصح الشباب صاحب الأفكار، بالبدء في تنفيذ مشروعاتهم، موضحة أن كل عمل في بدايته يحتاج لمجهود لذلك يجب أن يتمسكوا بأحلامهم.