تعد صناعة الفخار من الصناعات التراثية القديمة، التي كادت أن تندثر في الآونة الأخيرة، بفضل الصناعات البديلة المتعددة الحديثة، ولكن حفاظًا على هذا التراث سعت إحدى العائلات بأسوان لتطوير تلك الصناعة وصممت الكولمن الفخار تطويرًا للزير لحفظ المياه بدلًا من الثلاجة.
وكان لـ"مصر الناس" لقاء بأحد مبتكري الكولمن الفخار، مبروك عبد الصبور خريشة، 40 عامًا، محدثنا عن صناعة الأواني الفخارية التي لا يخلو بيت أسواني منها، فيقول: "الفخار ليه فوائد صحية كتيرة وأغلب الأسوانيين عارفين قيمته كويس وإحنا حبينا نبتكر في صناعة الزير فاخترعنا الكولمن الزير".
للشراء اضغط على الصورة
ترجع صناعة الأواني الفخارية إلى العصور القديمة، حيث توارثها المصريين جيلًا بعد جيل، ويوضح مبروك: "تعلمنا المهنة أبًا عن جد، لكن مع تغير الزمن ووجود الشقق الحديثة بالأماكن الراقية مينفعش يبقى فيه زير ففكرنا وعملنا الكولمن ده".
وتكمن قيمة الكولمن الفخار، بحسب ما وصف مبروك، في أنه يعيد للمياه روحها وطاقتها بعد 10 دقائق من بعد أن تفقدها في المواسير، ويصفي جميع الأملاح والشوائب الموجودة بالمياه فيعمل على تنقيتها تمامًا، ما يجعل أغلب مرضى الكُلى يلجئون إليه لما يتميز به من فوائد صحية عدة.
للشراء اضغط على الصورة
ويُصنع الكولمن بطين طبيعي ممزوج بطين الهمر الصافي وهو الطين الذي يعطي روحًا جديدة للمياه، ويكسبه نقاءً أكثر، وهذا ما يفرقه عن صناعة الزير الفخار التي تقوم على الطين الطبيعي مضافًا إليه تربة ذات لون أحمر لكي تعطي إليه اللون الأحمر المعتاد.
تُجلب هذه المواد من الفيوم والقصير، وتُصنع في أسوان، ويؤكد مبروك: "بنعمل كل الأواني الفخارية من طواجن وقلل وتحف فنية ونافورات ضوئية وبنحاول نلبي رغبات كل زبائنا".
وتتراوح أسعار الكولمن بين 50 جنيهًا للحجم الصغير و70 جنيهًا للحجم المتوسط و100 جنيه للحجم الكبير.
وأوضح مبروك: "أغلب الجنسيات التي تقدر الكولمن الفخار وتشتريه بكميات كبيرة السودانيين والإماراتيين، فهم يقدرون فضله على صحتهم فعندما يأتون في جولات سياحية يقومون باقتنائه، ويقتنون أيضًا التحف الخزفية لاستخدامها كتحفة فنية يضعونها بمنازلهم فليس أبناء المحافظة فقط من يقبلون عليه ويعرفون قيمته جيدًا".
حكى مبروك، أن أحد زبائنه كان ابن وزير خارجية الإمارات أثناء زيارته لأسوان حيث أعجبه هذا الاختراع وأقبل على شرائه عندما علم بمدى فائدته الصحية.
يعد الشتاء أكثر موسمًا لبيع الفخار، لأن كثيرًا من الناس يفضلون خلاله الشراب من مياه الكولمن عن الزجاجات البلاستيكية أو الكولمن البلاستيك، وبالنسبة للطواجن فإن أشهر المطاعم في أسوان تستخدمها لما تضيفه للطعام من نكهة شهية، كما أنها تحتفظ بدرجة حرارة الطعام.