اشتهرت مدينة الإسكندرية بالمأكولات البحرية بمختلف أنواعها، فهي مدينة ساحلية، حباها الله بالبحر الأبيض المتوسط متنفس سياحي لها، ومصدرًا للرزق لقاطنيها، وتعد الأسماك الوجبة الرئيسية للشعب السكندري على الموائد في معظم الأيام ومختلف المناسبات الاجتماعية.
ويعد الصيد من المهن المألوفة حيث يعمل بها الكثير في المحافظة، بالرغم من التحديات التي يواجهها الصيادين سواء في تغيرات الطقس والمناخ مؤخرًا، أو إغلاق البحر من حين لآخر وفقًا للدواعي الأمنية، وآخرها ارتفاع أسعار أدوات الصيد خاصة بعد تحرير سعر الدولار، إلا أنها عشق منذ الطفولة، ومصدر رزق من الله، كما وصفها البعض.
فالكثير منهم أجمع على «ركوب البحر»، منذ الصغر مع الآباء، بحثًا عن الرزق، ولما لا فباطن البحر مليء بالخيرات، معتادين على ترديد الأغاني أثناء الرحلة أو المغامرة على حد وصفهم، حتى العودة للشاطئ مرة أخرى محملين بالأنواع المختلفة من الأسماك، وكل حسب رزقه.
واعتاد الصيادون شراء أدوات الصيد المصنوعة محليًا، ولكن صناعة الشباك لم تعد كالسابق، وأصبح الاعتماد على الغزل المصنع في اليابان والصين شيء أساسي، ما أثر على الأسعار التي كانت تتراوح ما بين 50 لـ70 جنيهًا للكيلو، وتصل حاليًا إلى 200 جنيه، وفقًا لما قاله الحاج أشرف، أحد الصيادين في المدينة.
وأوضح الحاج مصطفى، أحد الصيادين، في حديثة لـ«مصر الناس»، أن صناعة الشباك لم تعد كالسابق، والمهنة أيضًا أصبحت تتقلص نظرًا للتحديات التي تواجهها، ولعل أبرزها ارتفاع تكلفة تجهيز الشباك الذي وصل إلى 1500 جنيه، بسبب إضافة الرصاص والخيوط المستخدمة في الغزل، بالإضافة إلى باقي الأدوات المستخدمة في الصيد، بخلاف البنزين.
«البحر فتح» هذه الجملة كفيلة أن تسعد قلوب الصيادين الذين ينتظرون على الشاطئ، التصاريح الأمنية للخروج بحثًا عن رزقهم، ويقول الحاج ميمي، أحد الصيادين، إن هناك أنواع مختلفة للشباك المستخدمة في الصيد حسب أنواع السمك، متابعًا: «في شبك يطلع شراغيش، وشبك يطلع دنيس وبربون، وكل صياد بينزل البحر وهو ورزقه، ولكن الشبك بيحدد نوع السمك».
«الشبك زمان كان بيقطع الصخر ولا يتقطعش، وكان متين دلوقتي بنقعد نغزل فيه ونصلح التلفيات بعد كل نزوله بحر، والشبك الجديد بياخد من 4 لـ7 أيام عشان يتعمل»، هكذا قاطعه الحاج أشرف، موضحًا أن الصيادين يقوموا بغزل الشباك وإصلاح التلفيات، بدلًا من شراء شباك جديدة وغزلها نظرًا لارتفاع الأسعار.
وبالرغم من التحديات التي يواجهها الصيادين، إلا أنهم مستمرين في المهنة التي ورثوها من الآباء والأجداد من صغرهم، ومازالوا آملين أن تتحسن أوضاع المهنة في المستقبل، بل وحرصوا على تعليم أولادهم المهنة إلى جانب الدراسة.