يزخر صعيد مصر بالعديد من الكنوز الثقافية، التي لا تحظى بحقها في الأهتمام والعناية. ويأتي الجامع الكبير الكائن في محافظة أسيوط والذي يعود تاريخ بناؤه للعصر الأموي ضمن هذه الكنوز. وتُفيد السجلات التاريخية أن الجامع الكبير تم تشييده عام 1923.
ويعتبر واحدًا من أكثر المساجد اتساعًا كما يتميز بإرتفاع مأذنته التى تتكون من قاعدة مربعة وأربعة طوابق وتتحول القاعدة المربعة إلى طابق مثمن عن طريق أربع مثلثات مقلوبة وتنتهى المئذنة بقمة مخروطية الشكل.
عراقة التصميم
عند دخولك إلى المسجد الذي تبلغ مساحته 3000 متر مربع يأتيك الشعور بالعراقة لما يُميز تصميمه من زخارف تمثل الطراز المعماري الإسلامي.
وواجهة المسجد الشرقية تعتبر الواجهة الرئيسية وتطل على شارع المحضر، وهناك إنكسار بطرفها الشمالى يفتح به المدخل الرئيسى للجامع، وتحتوي هذه الواجهة على سبع دخلات مستطيلة أما الواجهة الشمالية الغربية يتوسطها المدخل الثانى للجامع وعلى جانبي المدخل توجد ثمانية دخلات مستطيلة، بالإضافة للواجهة الجنوبية التي تشتمل على أربع دخلات مستطيلة، وتشتمل على فتحة شباك مستطيل تعلوه نافذة صغيرة معقودة بعقد مدبب، وتتماثل دخلات هذه الواجهة في شكلها مع دخلات الواجهتين الشرقية والشمالية الغربية.
ويتميز المسجد بألوانه البنية المتدرجة أما الفرش يكسوه اللون الأخضر.
المسجد العمري
روى أحمد سليمان، رئيس مجلس إدارة هيئة الأثار، لـ"مصر الناس" عن الجامع قائلًا: "إن الجامع الكبير كان يُسمى بالمسجد العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما لم يقتصر قديمًا على اداء العبادات بل كان أداة تواصل بين الوالي أو الحاكم وشعبه".
وأضاف: "المسجد عُرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق، الجامع الأموي والجامع الكبير".
وبالنسبة لتصميم الجامع أوضح سليمان، أن له مدخلان يطل الأول وهو الرئيسى على شارع المحضر بينما يطل المدخل الثانى على شارع الجامع الكبير، ويحيط بكتلة المدخل إطار حجرى بارز به لوحة مستطيلة من الرخام دون عليها نص تجديد الجامع والتي تم تنفيذها بالحفر الغائر وكُتبت بخط النسخ.
وتتضمن اللوحة المذكورة النص التالي: "تم بناء هذا الجامع فى عهد حضرة صاحب الجلالة ملك مصر المعظم فؤاد الأول حفظه الله وإفتُتح لدراسة العلم وإقامة الشعائر عام 1923".
واختتم حديثه، بأن هناك برنامج بالتعاون مع مركز الإعلام تحت اسم "أجمل بلد بلدى" لتعريف الناس بأهمية تلك الكنوز الثقافية وتشجيعهم على التردد عليها.
ونظرًا لمجاورة عدد من المساجد للمسجد العتيق، يقل عدد المترددين عليه حيث يبلغ حوالي 150 مصلي يوميًا.