فى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، اعتاد الطفل الصغير أحمد رفاعي، وهو في التاسعة من عمره، اللعب بالكوتشينة، كغيره من الأطفال دون أن يعلم بأنها ستكون مصدر ملهم لموهبته الكامنة التي أصبحت مصدر شهرته بعمر العشرين.
عشق أحمد استخدام أوراق اللعب في بناء المجسمات، دون اللجوء إلى أي مواد لاصقة، حيث يعتمد فقط على الوقوف الحر للأوراق بدرجة ميل وأبعاد محددة.
وبدأت شهرة أحمد، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حينما تداول المستخدمين صور أعماله الفنية، التي ينشرها عبر صفحته "el-refay arts"، حتى أطلقوا عليه "بتاع الكوتشينة".
وكان أول ما قام بتكوينه، الأهرامات الثلاثة، تم توالت الأعمال، واستطاع تنفيذ العديد من المجسمات الضخمة، البعض منها مستوحى من تصاميم مباني حقيقية، مع بسيط من الإضافات، مثل مسرح روما، قصر الرئاسة، برج خليفة، والبعض الآخر ينفذه من وحي خياله، مثل بورتريه "محمد صلاح"، الذي نفذه حديثًا عقب تأهيل المنتخب المصري لكأس العالم.
الأهرامات الثلاثة.. أولى أعمال أحمد رفعت "بتاع الكوتشينة"
بورتريه "محمد صلاح"
بالرغم من امتلاك أحمد موهبة هندسية رائعة في تصميم المباني بدقة ورقي، إلا أنه لم يدرس الهندسة، لالتحاقه بكلية الحقوق، جامعة طنطا، فبحسب قوله: "مجموعي مجبش هندسة، وأنا على المستوى الشخصي وبعكس توقع الجميع، كنت وما زلت لا أريد الالتحاق بكلية الهندسة بل كنت أرغب دخول كلية الفنون الجميلة، فما أمارسه هو فن في المقام الأول أكثر منه نوع من البناء الصم المرتبط بعلم الهندسة".
يجيد أحمد الرسم، وشارك في إحدى المعارض الفنية الخاصة بالرسم، بكفر الشيخ، بعنوان "حلوة يا بلدي"، واستغل المعرض ليقدم إحدى أعماله بأوراق الكوتشينة، التي نالت إعجاب الحضور، بحسب تعبيره.
وأبدى أحمد سعادته للمشاركة في معرض "جيهان فوزي للمتميزين" أكتوبر الماضي، الذي وصفه بأنه أول معرض يقبل فكرة فن بناء الكوتشينة، نظرًا أن الكثيرين يخشون المغامرة بعرض هذا الفن الجديد، لكنه حصد المركز الأول كأحسن فكرة جديدة، لتصميمه برجًا من الكوتشينة.
وحكى أحمد أنه واجه نوعًا من السخرية والتشكيك في أعماله والادعاء أنها مزيفة أو فوتوشوب أو مستخدمة بلاصق معين، فهو عادة ما يتجاهل هذه النوعية من الانتقادات؛ لنشره فيديوهات مسجلة لأعماله من قبل بعض الفضائيات، مؤكدًا أنه لا ينزعج من النقد البناء، ويسعد كثيرًا بالأسئلة الموضوعية.
ويشعر أحمد بالفخر لوجود شباب مصري يسير على نهجه ويتعلمون منه هذا الفن الجديد، حتى وإن كان بعضهم مجرد هواة يخوضون التجربة.
كنيسة "لوسيندا"
وذكر أحمد أن أسرته وبالأخص والده، هم أول الداعمين لموهبته، موضحًا أن أبيه دعمه كثيرًا معنويًا وماديًا حيث كان يحضر له الكوتشينة.
وعن مدى استفادته من هذا العمل، قال أحمد: "يكفيني إني بعمل الحاجة اللي بحبها"، معربًا عن أماله بدخول موسوعة جينيس بإحدى أعماله، التي بالكاد تحتاج للدعم المادي برعاية إحدى المؤسسات أو أحد رجال الأعمال.
مسرح روما
استاد "ريفين"