كتبت-بسمة رشاد، هدى مجدي، دينا النجار، أحلام المنسي «نتاج ورشة تدريبية»

عندما تطأ قدماك بوابته، تأتيك أصوات العزف الهادئ عن يمينك، وتخرج روائح الطعام من مختلف مناطق العالم عن يسارك، ولتكتمل اللوحة، تجد على بعد خطوات، الأشجار العالية التي تعزف سيمفونية من تغريدات العصافير.. هنا الجريك كامبس.

المدرسة اليونانية القديمة

شاهد على العِلم

بُني عام 1919 في باب اللوق، على مساحة 250 ألف متر، ليكون منبر العلم للجالية اليونانية في مصر، صُمم على الطراز اليوناني القديم، حيث تزيّن الواجهة تماثيل على الطراز الفرعوني، ومن الداخل تجد الأسقف المرتفعة تُحمل على العواميد البيضاء الشاهقة المزخرفة، ما استمر حتى 1964 عندما اشترته الجامعة الأمريكية، وشيّدت 5 أبنية جديدة، حتى تستوعب عدد الطلاب المتزايد، منهم المكتبة ومبنى عبد اللطيف جميل، ومبنى العلوم الاجتماعية، وفي 2008 أغلق المبنى، ونُقل مقر الجامعة إلى التجمع الخامس.

ووفقًا لمسؤولة الإدارة المالية بالمبنى، إميلي رينيه، بعد 5 سنوات، استأجره أحمد الألفي من الجامعة الأمريكية، وحوّله إلى حديقة تكنولوجية في قلب القاهرة، افتتحها في أكتوبر 2013 مع الإبقاء على اسم "الجريك كامبس".

المعمار في القرن الأخير

مبنى المدرسة اليونانية، ذو اللون الأبيض، المُقسم إلى 6 فتحات كبيرة، تنتهي بشكل منحنٍ، تعلوها زخارف مميزة، وعلى بُعد خُطوات، تجد سُلمًا يصعد بك إلى مكتبة كبيرة، واجهتها من الزجاج، تسمح لك برؤية مَن بداخلها، حيث تتسم بالمعمار العصري وتحوي آلاف الكتب القيمة.

وفي الجهة الأخرى، مبنى جميل -شيّده رجل أعمال سعودي-  مُكوَّن من 8 طوابق، وجدرانه مكسوّة بالأرابيسك الُبني العتيق، تأثرا بالمعمار الإسلامي، حيث تجد يمين المدخل، تصميما يشبه المنابر التي تحوي نجمة إسلامية، بالإضافة إلى ألوانه المبهجة التي جاءت مزيجا بين الأزرق والأخضر، لتُكمل لوحة فنية تجمع بين الطُرز اليونانية والفرعونية والإسلامية، وأخيرًا المبنى الذي يحوي أكثر من 100 شركة، في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والتسويق، وغيرها، سواء عالمية أو محلية.

 وعندما تتجول في طرقات المبنى، تجد على كل باب رقم وشعار الشركة، مثل بلية، أوبر، مايكروسوفت، وغيرها من الشركات الناشئة.

ماذا تفعل في الجريك كامبس؟

 كل هذه الإمكانات، خدمت الكامبس، ليكون شعاعا ثقافيًا وابداعيًا في وسط القاهرة، يُلهم من يزوره، ويعينه على قضاء أعماله.

ييستقبل المكان الأشخاص على مدار 24 ساعة، في الساحة المفتوحة التي تتوسّط المباني المميزة بالأشجار العالية، وطيلة الوقت تستمع إلى الموسيقى الهادئة، إضافة للحفلات التي تُقام بشكل مستمر، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والدورات التدريبية، وليكتمل الجو الملهم، تجد حولك عربات الأكل المتنوعة بين الكوري والإيطالي والمصري والحلويات الشرقية وغيرها.

الجريك كامبس، تجربة فريدة، لا بدّ أن تمر بها مرة واحدة على الأقل، لتقول إنك جرّبت العيش في كوكتيل طُرز معمارية قديمة وحديثة في وقت واحد.