كتبت: دينا محمود - فيديو: حنان الميهي
نقوشٌ تراثية تحمل في نقاطها الموصولة عبقٌ تاريخيٌ قديم، يحكي عن أزليتها منذ العصور الفرعونية، إنها الحنة، أميزُ ما تتزين به المرأة العربية يوم زفافها لتتوج على عرش عرسها ملكة مزينة ومرصعة بأرق وأجمل وأبهى الرسومات التعبيرية المبهجة مثل الورود والشموس واللوالب ولهيب النار وغيرها من الأشكال دقيقة التنسيق، وذلك هو السائد في بعض البلدان العربية، إذ تعد الحنة جزء رئيس من تحضيرات الزفاف في أجزاء كبيرة من مصر والسودان، ويعتبرها المصريون والسودانيون جالبة للحظ منذ أقدم العصور ومباركة وتحمل طاقة إيجابية.
وتنوعت رسومات الحنة في بلدان العالم فأصبح لكل بلد رسمها الخاص فهناك الرسم المصري والرسم الهندي والرسم السوداني والرسم الإماراتي فكل بلدٍ لها طابع خاص في نقش الرسم ونوعه، وهناك أنواع عديدة للحنة فمنها الحنة الحمراء والحنة البيضاء والحنة السوداء، وأغلب النساء يحبذن النقش بالحنة السوداء وصبغ أظافرهن بها وهي عادة موروثة لدى النساء من بلاد الشرق تسبق وضع طلاء الأظافر .
تصنع الحنة من أوراق شجرة الحنة المسحوقة ويتم وضع مسحوق الحنة مع الماء والليمون او ما يشبهه من الحمضيات بالإضافة لمادة تسمى البايجون وهي تعطي اللون الأسود اللامع ومحلبية لتتكون عجينة سميكة تدبغ البشرة عند الاحتكاك بها ,وتوضع في مخروط مستدق الرأس، ومن ثم تبتكر الرسامات التصاميم المختلفة بحسب المناسبة .
يرتبط في السودان رسم الحنة بالزواج فتقول السيدة "أم إدريس " وهي حنانة سودانية "عندنا في السودان أحنا بطبيعتنا بنحب الحنة جدا وعندنا الست المتزوجة لازم تكون راسمة حنة لو مش راسمة متبقاش متزوجة " حيث يرتبط الزواج ارتباط وثيق بالحناء في السودان .
تعلمت السيدة أم إدريس الحنة في السودان فتقول" السودان أصل الحنة فهي مهنة مربحة جدا وفيه معاهد خاصة لتعليمها في السودان وبنتعلم فيها جميع أنواع الرسومات التراثية والعصرية، ولكن جيت مصر عشان أكسب منها أكتر وعشان في مصر البنات والسيدات بيحبوها كتير وبيحبوا يرسموها كتير في المناسبات المختلفة كالحفلات والأعراس وغيرها."
تعددت استخدامات الحنة من التزين لاستخدامها كعلاج للندبات وبعض الحروق وبعض الأمراض الجلدية والتئام الجروح وكعلاج للسخونة فتوضع في باطن القدم لسحب السخونة من باطن القدم واستخدمت أيضا لعلاج قشرة الرأس فهي صحية جدًا ومفيدة لأغراض عدة ولا تقتصر ع التزيين فقط .
تتمركز أغلب الحنانات في الأماكن السياحية الكبرى كشارع المعز وساحة مسجد الحسين والمصايف التي يتوافد إليها الكثير من السياح حيث تنجذب السائحات بشكل ملفت إلي الحنة، وأغلب الحنانات من السودان كما تعتبر بلاد النوبة من أكثر المناطق استخداما للحنة في مصر.
ففي الليلة السابقة لليلة العرس بمصر تقوم العروسة وبعض من أقرانها الفتيات برسم النقوش المميزة على أيديهن وأقدامهن، أما العروسة فقد ترسم جميع جسدها كنوع من التزين لزوجها بينما تفضل الفتيات اللائي لم يتزوجن بعد التصاميم الرقيقة التي تنقش على الكف فحسب.