كتب- خالد عبد السلام
بنظارة الشمس السوداء يجلس على الصخرة المكعبة ويمسك بصنارته منذ التاسعة صباحًا، والساعة تشير إلى الخامسة عصرًا.. يؤلمه ظهره من الإطالة في الجلوس، وها هو قد اصطاد تسع سمكات لبيته، بخلاف سبع أعطاها للقطط التي تحاوطه من كل اتجاه حيث يعلو موائها مع رؤية كل سمكة تصعد إلى حبل الصنارة، بعد ترقب يصاحبه صبر تتحلى به تلك القطط.
"أنا باجي هنا كل يوم من ساعة لما سيبت الشغل".. بابتسامة طفيفة ونبرة فاترة تحدث صلاح الدين محمد عن جلوسه فوق الصخرة منذ التاسعة صباحًا وحتى غروب الشمس، ليعود إلى بيته بعشاء زوجته والـ"4 عيال"، ويواصل الكفاح من أجل "لقمة العيش" قبل منتصف الليل بقليل إلى الـ"سوبر ماركت" الذي يعمل به حتى الفجر، بعد أن ترك وظيفته التي كان يعمل بها منذ 14 عامًا بسبب ظروف خاصة.
صلاح الدين يصطاد من شواطئ الأسكندرية
مع انتظار السمكات، كل يترقب على طريقته.. فالقطط تنظر صوب خيط الصنارة بتركيز شديد، وصلاح الدين لسان حاله يقول: "هاتها جمايل يا رب"، والمارة يتلذذون برؤية الخيط مغادرًا للماء بحمل الفريسة.. ليوضح ذو الـ46 ربيعًا أنه يجد نفسه محاطًا بالقطط كلما اعتلى الصخرة عازمًا النية على الصيد، لافتًا إلى أنه يعطي لهم من صيده مثلما يأخذه لبيته، فـ"دول كائنات حية ومن حقها تاكل زينا".