كتب- خالد عبد السلام
بـ"طاقية" تعتلي رأسه، و"بلوفر" عنابي اللون، وحقيبة صغيرة تلتف يدها من فوق كتفه الأيمن كالوشاح.. يشير بيديه التي تمردتا على كون كفيه مبتورتين.. رسام بلا سبابة أو إبهام، تحدى بالإصرار والعزيمة رضا فضل "إعاقته" ووضع بصماته في 40 معرضًا فنيًا.
"أخدت 25 جايزة محلية ودولية".. بشيء من الفخر قال ابن الـ36 عامًا إنه قد حصل على عدد من الجوائز أبرزها صدارة أحد المسابقات على مستوى الوطن العربي، مشيرًا بالنبرة ذاتها إلى وجود بعض إنتاجه الفني في الـ"يونسكو".
بابتسامة خافتة عاد فضل إلى ذكريات طفولته مع الرسم بالألوان المائية والزيتية مرورًا بكل الخامات، حين كانت موهبته في مهدها منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، الأمر الذي دفعه إلى الالتحاق بقسم التربية الفنية بجامعة الأزهر حيث تفوق به، ثم بدأ مرحلة جديدة من كمدرس مساعد بنفس القسم ، ليربي أجيالًا من الفنانين إلى جوار مشاركاته بلوحاته في منصات الإبداع كافة.
لم يكن رضا أو غيره من ذوي اللمسات الفنية ليصنع هذا الرصيد إلا بقوة دافعة أو تشجيع.. فالقوة التي دفعته نبعت من رغبته في الاختلاف، فـ"الإعاقة حفزتني وكانت خطوة الانطلاق ليا".. هكذا عبر عن فخره بكون إعاقته سبب تميزه، موجهًا رسالة للمجتمع قائلًا إنه ليس من الضروري أن يصبح أستاذًا في اللغة أو خطيبًا بسبب إعاقة يديه، فأصبح فنانًا يضع القلم بين معصميه ويترجم خيالًا مبدعًا إلى لوحات فنية، متمنيًا الوصول إلى العالمية، وفخورًا بغيره من متحدّي الإعاقة الذين أثبتوا جدارتهم في عالم الفن.
الرسام "رضا فضل" صاحب اللمسات الفنية