كتـبت-دوللّي العـقيلي
يبقى الفن دائمًا القوة الناعمة التي تعكس أحوال الشعوب وتبني جسرًا للتواصل مع الآخر، وخلافًا لما يُعتقد أن الأغنيات طالما تحصر المرأة في إطار العشق والإنكسار بعد تجارب الحب الفاشلة، تميز الفن النوبي بتعزيز مكانة المرأة والاحتفاء بوجودها في الحياة وتسليط الضوء على عطائها وإنجازتها المجتمعية.
"مصر الناس" تصحبكم في جـولة فنـية لإبراز وصف المرأة في الفن النوبي تزامنًا مع الإحتفالات الدولية والمحلية بالمرأة.
في عشق الضاحكة
في أغنـية تـراثية بعنوان "تيجانا يومنا"، وصف الفنان النوبي غازي سعيد، مواصفات المرأة التي تستحق أن تُحب فقـال:
"اشري جيقجيكل جاشا تاجيكل إر مسان دَولّاديني! فرا جون دٌولّا تيلجون أودّا ديني! ويلوجون نيرا ويلوجون فيكاديني! جيتقون ككا شورتيجون توكاديني".
وتُترجم:
تترك كل البنات وتُعشق الجميلة الضاحكة التي تتغنج في مشيتها، وتختارهم من بين كل البنات، تنام وأنت تعشق واحدة ونستيقظ وأنت تعشق واحدة أخري.
أغنية "تيجانا يومنا" للفنان النوبي غازي سعيد
اسألوا التاريخ
ودعـونـا نـذهب سـويًا مـع الفنان خضـر العطار، الذي طالما مـدح الفتاة وخاصة الفتاة النـوبية فغنى لها طربًا:
اسألوا التاريخ الماضي مين أنا
بنت النوبة نفرتاري والنوبية نفرتاري.. وبنت النوبة بجمالها.. فخـور أنا
فكـان فخـورًا جدًا بالفتاة النوبية فكرر اسمها أكثر من ثلاث مرات في أغنـيته، وعند هذا المقطع تُرى النساء يزغرطن حفاوة بالغة وفخرًا بـذاتهن.
وفي رائعة الفنان النوبي الراحل المقيم في قلوب النوبيين محمد وردي، تـغنى للمرأة وزينتها.
ومن أغانيه، أغنية انتشرت وتتردد على ألسنة الكثيرين في مصر والسودان بعنوان "القمر بوبا"، والقمر بوبا هو نوع من أنواع الحلي التي ترتديها المرأة في النوبة، وهو عبارة عن كردان من الفضة يتداخل فيه شكل الهلال مع السمكة في شكل انسيابي جميل، فيـصفه الفنان محمد وردي ويقول:
يا قمر عشرة الفي سماك.. شاغلة روحي وقلبي المعاك
وين لقيتك لا من آباك.. القمر بوبا عليك تقيل
وفي جزء آخر من الأغنية يصـف جمال جسد المرأة فيقول:
الغزال الفون في السلم.. المحبة تزيد الألم
كل يوم أصبح لي في هم
سيسبان عودك منظم شمعدان نفسك يا مختم
البرتكان "البرتقال" نهدك مدردم.. القمر بوبا عليك تقيل
أغنية "القمر بوبا" للفنان محمد وردي
أم العيال العشرية
ولم تخلــو الأغنيات النـوبية من وصـف المرأة بكونها "عشرية".
وجاءت أغاني عميـد الغناء النـوبي الفنان أحمد منيب، واصفًا أهمية دور المرأة في الحياة وخاصة الزوجة فيصفها في إحدي أغنياته بـ"أم العيال العشرية"، ويقول:
أصلك أصيلة يا عشرية..
ما يغلي يا ست الستات.. عليكي لولي ولا غويشات
وأجيب لمين غير أهادي.. أم العيال العشرية
وفي جزء آخر من الأغنية يُفكر في الهدايا التي يجب عليه إهدائها إياها فيـغني:
يا عم يا بتاع المخمل.. إديني نوع توب المحمل
علشان حبيبتي تتجمل.. أبيض بلون الصباحية
أبيض يا قلب العشرية
بينـما جـاء تمثيل المرأة في أغاني الفنان حسن الصغير، وهو فنان نوبي يُغني باللغة الكنزية، ويصف فيها المرأة بأنها "قمـر 14" في أغنيته "الدنيا قسمة ونصيب" ويغني:
"ار ووه أشير أشرين أشر قسمه ونصيب الا ار ترا" بمعنى "أنتِ يا حلوة الحلوات قسمتي ونصيبي".
وفي أغنية طربية للفنان محمد منير، يصف الفتـاة في أغنية بعنوان "كـدوه":
كدوده هووي ووا كدوده.. كدوده إركن لويندا
إيرجونا ماستون كيل.. كدوده جونجا إستدوني
ومعناها
يا بنت يا صغيرة، يا عطر البلد كلها
يا أطيب بنت، في وسط البنات الصغيرة
ثم يتغزل في مشيتها ودلالها فيغني:
بدا بدامو السدانا.. قلم الحرير انجدانا
دبوس بدبورد النجوم... شريط كندو المتاجنا
ماشالله توتنا فينا.. كولونيا جومي السكاجنا
ومعناها
بتتمايلي وبتتدلعي.. ولابسة الحرير اللي بيلمع
ماسكة شريط الحرير أو الطرحة، بدبوس متزين بوردة
لابسة المشاء الله وماشية