كتب: صموئيل أشرف
تطالعنا الصحف والمواقع يوميًا بحوادث عنف على شاكلة اغتصاب أو تحرش، بفتيات ونساء غالبًا ما يتعرضن للإختطاف تحت تهديدي السلاح أو التخدير.
لكن في هذه السطور يبدو الأمر مختلفًا بعض الشئ، حيث أنها تحمل فضفة ذكورية، لرجال يكشفوا النقاب عن حوادث عنف مورست ضدهم لكنهم لم يملكوا جرأة وشجاعة الافصاح عنها في ظل مجتمع يزرع مفاهيم خاطئة عن التحلي بصفات الرجولة.
فى جروب قصص رجالة عبر خاصية "الواتساب"، تلقى معد التقرير على مدى اسبوع ردودًا من شباب، يتحدثون جميعًا عن نشأتهم على ثقافة مغلوطة حوت مفاهيم جنسية غير صحيحة واعتداءات جسدية.
عذرية الرجل
"أنا كبرت عارف إن الشرف ده مسئولية البنت، لكن انا كراجل ماليش دعوة بيه" هكذا زرعت والدة (يوسف . م) هذا المفهوم الذكورية بداخله.
يصف الشاب ذو الـ26 عامًا، تعليم والدته ب "الاغتصاب الفكري" له، حيث كانت تقول دائمًا: "شرف البنت عذريتها لكن الولد مالوش عذرية ومالوش شرف طالما مفيش دم هـ ينزل يبقي تمام"، كما اعترف يوسف لـ "مصر الناس" بأنه يذهب لطبيب نفسى بشكل مستمر لكى يتخلص من هذه الافكار التي تؤثر فى نظرته لجميع البنات، حيث يشعر بعدم الثقة فيهن وبأخلاقهن.
التخلص من المفاهيم الذكورية (صورة أرشيفية)
طابور العيش
(م.ن) 23 عامًا، يعمل موظفًا فى احدى شركات العلاقات العامة، تعرض لتحرش جنسى فى الأبتدائية.
يقول (م.ن): "كنت ذاهب لشراء العيش من الفرن، وأثناء انتظار خروج العيش جاء رجل يتجاوز الخمسين من العمر ليقف خلف منى، يرتدى جلبابًا أبيض اللون وله لحية خفيفة، بدأ يضع يده على كتفى ممسكًا بقوة، وهو يدعى انه يستند علي".
كان الأمر بالنسبة ل(م.ن) غير طبيعى، "قلت لنفسى هو لا يقصد شئ".
لكن تكرر الأمر، ووضع عضوه فى ظهرى وهو يبتسم، حينها فلفصت منه بالعافية بعد مقاوحة منه ومحاولات فاشلة للإمساك بى".
يستكمل القصة: "رجعت البيت بدون العيش، وقتها سألتنى امى "فين العيش.؟" كذبت عليها قائلًا : "الفرن مافيهش عيش" وخفت احكى لها ما حدث معى. وحتى الأن فاكر سلة العيش الحمراء، وجلبابه، ولحيته، وملمس عضوه ولا استطيع اتذكر مشاعرى حينها.
حوادث عنف مورست ضد الرجال (صورة أرشيفية)
جينـوكومـاسـتـيـا
بمعنى تثدى الرجل فهو اضطراب شائع فى نظام الغدد الصماء فى الذكور.
يحكى (ادهم. س) 20عامًا، عن معانته مع ثقافة تقبل المجتمع لهذا المرض: " من صغرى شكلى مليان، وفى المراهقة ظهر عندى ثدى، فهى حالة منتشرة لكنها تُؤرقنى بسبب التعليقات السخيفة من زملائى امثال "انت فاكر إن فيه واحدة هتبص لواحد صدره زيك" "غالبا انت اللى هترضع الأطفال".
بنبرة صوت حزينة أضاف: "شخصيتى اتدمرت وفقدت الثقة فى نفسى بنسبة كبيرة، نزلت الجيم وخسرت نسبة دهون 10% علشان اخففِ العيب ده.
وأضاف، أنه بدأ يدخر لجمع ثمن عملية تجميل وقال: "عندي أمل إن ممكن أنزل البحر وأصيف قبل ما أموت".