ترجمة-خلود حسني
في ظل محاولة الدول لدعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط، مع تنامي وسائل الابتكارات التكنولوجية يسعى الشاب المصري حسن علي، لتمكين الشباب المصري من بناء دولة واقتصاد أفضل، بتأسيس أول أكاديمية ترميز تحمل اسم «Codeaku» في سلسلة الكتل «بلوك تشين»، لزيادة الوعي بهذه التكنولوجيا ومن ثم تحقيق معدلات اقتصادية وتجارية أعلى.
لإيمانه بقوة الترميز أسس «علي» أكاديمية «Codeaku»، قائلًا: «نحن نؤمن بقوة الترميز ولهذا قمنا ببناء برامجنا لخدمة غير التقنيين قبل التقنيين، بهدف تمكين جميع الشباب المصري الماهر ليس فقط من أجل الحصول على وظيفة مناسبة أو عالية الأجر، ولكن لبناء دولة أفضل واقتصاد أفضل، إذ لا يمكننا فعل ذلك إلا من خلال التكنولوجيا فقط».
و«البلوك تشين» هي قاعدة بيانات أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات إلا أن طريقة التعامل معها مختلفة كما هو حال توزيعها اللامركزي، إذ تستخدم في التبادل المباشر بين المتعاملين فيها دون الحاجة لوجود أي وسيط يتولى العملية؛ ما يترتب عليه إلغاء القطاع البنكي تماما وإخراجه خارج نطاق المعاملات التجارية وتحويل الأموال دون قيود، إضافة إلى تخزين التعاملات الرقمية عبر شبكة الإنترنت والتحقق من صحتها وترخيصها وتأمينها بأعلى درجات الأمان والتشفير، لذلك فإنها تعتبر من التقنيات المستحيل التغلب عليها أو كسرها.
وتعد هذه التقنية مهربًا من الروتين القاتل في المعاملات البنكية التقليدية التي يتخللها استنزاف للوقت وارتفاع التكلفة المادية، بالإضافةِ إلى إمكانية اختراقها أو التلاعب بها، وتعد هذه التقنية حدثًا مستجدًا في قواعد البيانات؛ لكونها ستكون مخزنة في أجهزة جميع أطراف العملية، وأجهزة الأشخاص المتعاملين فيما بينهم ويستخدمون ذات قواعد البيانات الموجودة على الأجهزة الخاصة بهم للتأكد من صحة أي معاملة وخلوها من الأخطاء.
استوحى «علي» فكرة بناء أول مدرسة في سلسلة الكتل «بلوك تشين» من خبرته في تعلم الترميز، فبحسب قوله: «كنت شغوفًا بالترميز، وقررت أن أبدأ مسار تعليمي هنا في مصر، كنت مندهشًا من نتائج الأبحاث؛ إذ أظهرت أنه لم يكن هناك أي مدرسة ترميز غير متصل في مصر تتعامل مع تشفير التقنيات الحديثة. وكانت الدورات عبر الإنترنت خيار آخر بالنسبة لي، لكنه لم يعمل هذه المرة خاصةً وأنني لم يكن لدي خلفية تقنية في ذلك الوقت».
تنبأ المنتدى الاقتصادي العالمي أنه بحلول عام 2025، سيتم تخزين 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في تكنولوجيا «Blockchain»، وفقًا لتقرير نشر في سبتمبر 2015.
تم قبول أكاديمية «Codeaku» في «Y Combinator» للشركات الناشئة، بين عدد قليل من المقبولين 15000 شركة ناشئة، فضلًا عن توقيع عقد مع جمعية «Blockchain» الحكومية وبدأوا فرع محلي في القاهرة.
في الآونة الأخيرة، بدأت «Codeaku» سلسلة من اللقاءات مع «IBM» و«WUZZUF» لزيادة الوعي بالتكنولوجيا الناشئة.
يشار إلى أن «Y Combinator» شركة ابتكرت نموذجًا جديدًا لتمويل الشركات الناشئة في مرحلة مبكرة، إذ تقوم مرتين سنويًا باستثمار مبلغ صغير من المال (150 ألف دولار) في عدد كبير من الشركات الناشئة، وتنتقل الشركات الناشئة إلى «Silicon Valley» لمدة 3 أشهر، لتعمل بشكل مكثف معهم من أجل الحصول على الشركة في أفضل شكل ممكن وصقل مستواهم للمستثمرين.
تعمل حاليًا «Codeaku» على إقامة أول نادي «Blockchain» في مصر في جامعة 6 أكتوبر، إضافة إلى ذلك، سيعقد فريق العمل بها لقاءين مع «iHub» في أكتوبر الجاري، على أن يبدأ المرحلة الثانية من مقدمة دورة علوم الكمبيوتر خلال الأيام المقبلة.
سلسلة الكتل «Blockchain» مهمة لأنها خلال العقد المقبل ستكون قد أحدث ثورة في طريقة التعامل مع المال والتجارة، لكونها ستلغي الحاجة إلى طرف ثالث موثوق به للتفاوض أو المعاملات المعتدلة، فبذلك يمكن أن تحدث من نظير إلى نظير.
على سبيل المثال، يمكن للموسيقيين نشر أغانيهم على تطبيق «blockchain» وتحديد كيفية استخدام أغنيتهم وسيتم طرحها مجانًا للجمهور مباشرة، دون أن تتحمل شركة كبيرة أرباحها، كما يمكن لشخص واحد تحويل الأموال من حسابه إلى صديقه دون الحاجة إلى المرور عبر أحد المصارف.
نصح «علي» رجال الأعمال ببدء اكتشاف النظام البيئي لتنظيم المشاريع في مصر، قائلًا: «قررت البدء في شركتي الناشئة لأنني واجهت مشكلة واجهها العديد من الأشخاص الآخرين، ولم يكن الكثيرون على دراية بها، وكنت أرغب في مساعدتهم ومساعدة نفسي».
وأضاف: «لا أستطيع أن أصفها بالقرار، فقد كانت لدي رؤية في ذهني وبدأت العمل من أجلها حتى الآن».
يستغرق أي شيء في عالم التكنولوجيا بعض الوقت لينال قبول المستهلك؛ وهذا هو الحال مع «blockchain»، لا شك في أن التحديات الرئيسية لا تزال بحاجة للتغلب عليها، لكننا على شفا ثورة كبيرة، دعونا نبدأ العمل ونجعله يحدث.
رابط المقالة الأصلي: https://bit.ly/2yAM8n8