حرف بيرسم ضحكة".. مبادرة تسعى لتعليم القراءة والكتابة لضعاف القراءة والأميين، وتعد نتاج لتمرد فتاة صعيدية على مجتمعها الراسخ فيه بعض المعتقدات بأنه لا أهمية ولا داعي لتعليم المرأة في القرى والنجوع.
هبة الله محمد أمين عبد الفتاح، فتاة أسوانية تبلغ من العمر 25 عامًا، حاصلة على بكالوريوس تجارة شعبة إدارة أعمال، ساهمت في العديد من الأعمال الخدمية والتطوعية، حتى أسست مبادرة "حرف بيرسم ضحكة".
تحدثت هبة لـ«مصر الناس» عن بدايتها في العمل التطوعي، قائلة:"بدايتي كانت في مركز المدينة الساحة وهو مركز شباب المدينة وتطوعت بعد ذلك في عدة أماكن أخرى مثل جمعية آفاق، مركز شباب بدر، المجلس القومي للمرأة، جمعية المستقبل، مؤسسة اتجاه".
جاءت لـ"هبة" فكرة المبادرة خلال بحثها عن الجديد حول العمل الاجتماعي والتنموي ومتطلبات مجتمعها الحالية، واكتشافها أن المرأة في القرى والمناطق النائية أكثر من ظلمهن المجتمع، الذي رسخ في أذهانهن أن مستقبلهن ليس إلا في بيوت أزواجهن، وسلبهن الحق في التعليم والمشاركة التنموية الفعالة في مجتمعاتهن.
استهدفت المبادرة في بداية انطلاقها 12 فتاة وسيدة من عمر 20 إلى 50 عامًا، لكنها واجهت عدة معوقات، فبحسب قول هبة:
"طول الوقت كنت بتحارب وده طبعا بحكم أننا مجتمع العادات والتقاليد هي اللي بتحكمنا فيه وكمان البنت فيه ملهاش غير بيتها وبس وخصوصا طبعا أن القرى غير المركز والمدينة".
حاولت هبة، جاهدة أن تركز على هدفها وتصمد وسط كل هذه المناوشات حول المبادرة وأهدافها، فنظمت ندوات توضح أساسيات التعليم وأهمية التعليم وكيفية كتابة أسمائهم والأرقام والحروف الإنجليزية.
شاركها في هذه المبادرة فريق مكون من 7 أفراد يتراوح أعمارهم بين سن 22 إلى 30 عامًا،
وبعد أن لاقت اهتمامًا كبيرًا وقبولًا من قبل الناس، دخلت في شراكتها عدة هيئات ومؤسسات مثل جنوبية حرة، المجلس القومي للمرأة، هيئة تعليم الكبار، جمعية رواد الكشافة، الشباب والرياضة.
"كسرنا حاجز الرهبة والملل مع المشتركات باستخدام الألعاب التعليمية وفتح باب المناقشات وشوية بشوية اتعلموا والحمد لله"
تعتبر هبة أن أغلب الصعوبات التي واجهتها هي والديها وكيفية إقناعهم بأهمية الدور الذي تؤديه من خلال المبادرة وخاصة أنهم يرون أن هذه الأمور بحسب ما وصفتها ما هي إلا عبثًا، وخوفهم عليها لكونها فتاة، معتبرين أن هذا العمل شاق ويستوجب فتيان وليست فتيات ولكن بإرادتها وإيمانها الشديد أكملت مشوارها وبنجاحها أثبتت للجميع ذاتيتها ومدى أهمية الدور التعليمي الذي تقدمه مبادرتها.
وعن رؤيتها المستقبلية للمبادرة، قالت هبة:
"هنشتغل كتير الفترة الجاية على أماكن كتيرة داخل المحافظة وهنقدم أنشطة مختلفة زي توعية عن الصحة العامة وتدريبات وندوات عن الأشغال اليدوية، وبتمنى المبادرة توصل لعدد لا حصر له من المحافظات".
وتطمح هبة في توسيع أنشطة المبادرة لئلا يقتصر الأمر فقط على الفتيات والسيدات بل استهداف الجنسين ممن فاتهم قطار التعليم، وتركز أهدافها الآن لتعليم أكبر قدر ممكن من الأميين في جميع أنحاء المحافظة وتجعلهم مؤهلين لسوق العمل وذلك بالتدريبات المكثفة والندوات التي توعيهم بأهمية مستقبلهم.