جولة فى دروب قصر «البرنس» يوسف كمال بنجع حمادي

قصر الأمير يوسف كمال

نورهان دسوقي

على الضفاف الغربية لنهر النيل بمدينة نجع حمادي يستقر قصر الأمير يوسف كمال أو قصر "البرنس" كما يعرفه أهل نجع حمادي، وهو أحد أبناء الأسرة العلوية، ليكون مثالًا على براعة وجمال العمارة الإسلامية القديمة.

وتعرضت محتويات القصر للسرقة الأمر الذي دفع المسؤولين إلى الألتفات إليه والمطالبة بإدراجه على الخريطة السياحية وتحويله لمتحف يرتاده الزائرين.

بين السرايات

روى محمود مدنى، مدير عام الشئون الآثرية بمنطقة آثار نجع حمادى، لـ"مصر الناس" عن القصر قائلًا: "يقع القصر الذي أسسه الأمير يوسف كمال بن الأمير أحمد كمال في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي على الضفة الغربية لنهر النيل بمدينة نجع حمادي حيث تتطل واجهته الشرقية بالكامل على النهر بينما واجهته الغربية تُقابل شارع كان يُعرف بأسم شارع"بين السرايات"نسبة إلى سرايات القصر ويعرف حاليا بشارع الشيخ عمران".

وأضاف: "أسسه الأمير يوسف كمال ليكون مشتى حيث كان يقضي فيه بعض شهور الشتاء ويشرف على زراعاته ومجمل أراضيه التي تفوق مساحتها الـ 30 فدانًا"، والأمير يوسف كمال، هو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905 (كلية الفنون الجميلة حاليًا) وشارك في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما.

التصميم ذات الطابع الإسلامى لـ"قصر الأمير يوسف كمال"

ويعكس قصر الأمير يوسف كمال، الذوق العام السائد في تصميمات القصور الملكية وقصور الأمراء من أسرة محمد على، بما زخرت به مبانيه من تحف فنية ذات طابع إسلامى تعتبر من آيات الفن الإسلامى في صعيد مصر. 

وقد شُيد القصر من الطوب "الأجر والمنجور" واستُخدم الخشب بأنواعه في بعض الأسقف والقضبان الحديدية بينما تم استعمال الأسمنت في البعض الآخر.

يضم القصر عدة وحدات معمارية منفصلة منها "مبنى السلاملك ومبنى الحرملك"، وقاعة الطعام، ومنزل التابع الخاص أحمد سعد، والمطبخ، والإسطبل، ودائرة الأمير يوسف كمال (الدائرة اليوسيفية)، ونافورة، وسبيل رخامي، يشرب منه الآدميون، وضريح الشيخ عمران، ويتخلل تلك الوحدات المعمارية مجموعة من أندر أشجار الزينة والزهور التى قلما وجدت بمكان آخر. 

السلاملك والحرملك 

بالنسبة لـ"مبنى السلاملك ومبنى الحرملك"، فقد اتخذتا واجهتهما شكل أشرطة تجمع بين اللونين الأحمر والأسود فى هيئة زخرفية جميلة تعرف بزخرفة "المشهر أو الأبلق" كما استُخدمت العديد من التحف الفنية فى زخرفتهما والتي تنوعت فيها المواد الخام مثل الرخام والبلاطات الخزفية والفسيفساء الرخامية والمعادن والزجاج الملون والمعشق والرصاص وغير ذلك.

ويتكون مبنى "السلاملك" من طابقين وبدروم يعلوهم سطح، وتتقدم المبنى كتلة مدخل بارزة يليها سقيفة خارجية تصل منها إلى مدخل المبنى. وعند دخول السلاملك نجد قاعة رئيسية بصدرها سلم يؤدي إلى الطابق الثانى والسطح وآخر يقود نحو بدروم. 

أما مبنى "الحرملك" الواقع في الجهة الشمالية من القصر، فيتألف من طابقين متشابهين في التصميم وسطح وبدروم وطابق مسحور وبئر سلم وحمام ودورة مياه ويربط بين الطابقين سلم خشبي ومصعد كهربائي كان مخصصًا لوالدة الأمير يوسف كمال. 

يُذكر أن الأمير يوسف كمال كان مولعًا بالفنون وتحنيط الحيوانات التي يقوم بإصطيادها وبعضها تم ضمه إلى مقتنيات متحف محمد علي والمتحف الزراعي في القاهرة.


الكاتب

نورهان دسوقي> نورهان دسوقي

شارك برأيك