استوقفني كثيرًا ذلك المشهد الذي لم أعتاد رؤيته في أسيوط لمجموعة من الشباب يحملون عربة طعام صغيرة يقدم عليها أنواع مختلفة من السندوتشات وسط إقبال كبير من المواطنين فاقتربت للحصول على تفاصيل أكبر للمشهد..
ثلاثة من الشباب يرتدون زي موحد عبارة عن بنطلون جينز وقميص وكاب باللون الأحمر وتحمل الأقمصة شعار باسم "More Grill" ويحمل اثنان منهم عربة صغيرة عبارة عن مطعم متنقل ويقوم الثالث بالحصول على طلبات الزبائن.
استقبلني أحدهم بابتسامة عريضة، يحمل من العمر 24 عامًا، ويدعى محمد مرتضى، ليبدأ يروي لـ"مصر الناس" عن مشروعه، قائلًا: "أنا صاحب فكرة المشروع التي جاءت لي حينما كنت أشاهد برنامج (الفرنجة) الذي كان يجول مختلف البلاد بارزًا ثقافات الشعوب واختلافاتها، وخلال تواجد مقدمو البرنامج في ألمانيا، شاهدت شابًا مثلي ينفذ هذه الفكرة في الشارع، ولأني عملت في مجال المطاعم لم يكن الأمر صعب عليَّ، ولم استغرق الكثير من الوقت في اتخاذ القرار بتنفيذ الفكرة وتبني المشروع".
وتابع: "اتفقت مع إحدى الورش في الإسكندرية لصنع العربة المحمولة، وهي عبارة عن جريل موصلة بأنبوب يصل حجمها إلى 3 كيلو جرامات، موضوعة في عربة صغيرة تحمل على الكتف وهي مصنوعة من مادة الاستانلس ستيل الطبي المعالج ضد الحرارة، بتكلفة 4 آلاف جنيه".
وذكر محمد أن هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في أسيوط، وشاركه في تنفيذها ثلاثة من أصدقائه، يتواجدون معه في أوقات معينة لارتباطهم بمواعيد محاضرات نظرًا لكونهم ما زالوا طلاب جامعيين، لافتًا إلى أنه وجد إقبال كبير من المواطنين على دعمه.
وأوضح أنه يقدم من خلال المطعم المحمول كل أنواع السندويتشات؛ سجق وكفتة جريل وبانيه فراخ وبرجر فراخ، وبأسعار تبدأ من 5 جنيهات، حتى تكون في متناول الجميع، مؤكدًا أنه يقدم كل تلك الأنواع من الطعام على أرقى مستوى من النظافة والجودة، في إشارة منه إلى امتلاكه شهادة صحية بذلك.
وأعرب محمد عن أمنياته، قائلًا إنه يحلم بأن تتحول تلك الفكرة الصغيرة لسلسلة من العربات المحمولة في كل الجمهورية، وأن يصبح اسم "More Grill" براند عالمي في مجال الأطعمة.
وواصل محمد حديثه، قائلًا إن كل أمور الحياة مهما بدت صعبة فإنها تحتاج للقوة والمثابرة لتجاوزها.
ووجه نصيحة للشباب بعدم الاستسلام للبطالة أو انعدام القدرة المادية، مؤكدًا أنه يمكن لأي إنسان أن يصل، الأهم دائمًا هي خطوة البداية.