ترجمة-خلود حسني
يلعب الطعام دورًا أساسيًا في ثقافة كل بلد، فلكل دولة أطباقها الفريدة التي تجعل مطبخها متميزًا، إذ يشتهر المطبخ الإيطالي بالمكرونة، وتشتهر إنجلترا بالسمك والبطاطس، بينما تشتهر مصر بالكشري والملوخية وعروسة المولد.
انتقلت الأطباق المصرية من جيل إلى جيل منذ آلاف السنوات، ولكن هل تعرف أصولها؟ إليك قائمة ببعض الأطباق المصرية التقليدية:
1- «الملوخية»
تعني ملكي، ويعود تاريخها إلى العصر المصري القديم، تُعرف أيضًا باسم جوت أو جيوز مالو، ولم يأكل المصريون القدماء هذا النبات لاعتقادهم أنه سام، وأطلقوا عليه اسم "خيا".
وأدرك المصريون خلال فترة احتلال الهكسوس، أن الملوخية لديها العديد من الفوائد الصحية ولم تكن سامة، عندما قرر الهكسوس قتل المصريين بإجبارهم على تناول هذا النبات.
ويُحكى أن الخليفة الحاكم بأمر الله، حاكم مصر التاسع، منع المصريون من أكل الملوخية، وهو ما أرجعه البعض لاعتقاد الحاكم بأمر الله أنها تقود الرجال والنساء لارتكاب الخطايا، والبعض الآخر أرجعه حظره إياها بسبب حب الخليفة معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، لهذا الطبق.
2- «الكشري»
يعد الكشري أحد أشهر الأطباق في مصر، على الرغم أن الهنود أول من صنعوه وكانوا يطلقون عليه "كوتشري"، وتعني طبق من الأرز والعدس.
عرفه المصريون خلال الحرب العالمية الأولى خلال تعاملهم مع الجنود الهنود، الذين جاءوا مع القوات البريطانية إلى مصر في نوفمبر 1914، لكنهم لم يكتفوا بالمكونات الرئيسية للطبق فقط، إنما أضافوا إليه مكونات أخرى مثل البصل المقلي، والخل، والصلصة، والحمص، والكمون، والفلفل.
وكان الرحالة المغربي ابن بطوطة، أول من ذكر كلمة كشري في كتابه "هدية لأولئك الذين يتأملون عجائب المدن وروائع السفر" في القرن الرابع عشر.
3- «أم علي»
بالرغم من أنها تعد من أشهر أنواع الحلوى المصرية، وواحدة من أكثر الأطباق اللذيذة في المطبخ المصري، إلا أن هناك قصة دموية وراء تسميتها بهذا الاسم.
أُعدت هذه الحلوى للاحتفال بوفاة شجرة الدر، الزوجة الثانية للسلطان عز الدين أيبك، أول سلطان مملوكي في مصر، وكانت شجرة الدر امرأة قوية للغاية، إذ كانت تمنع زوجها أيبك من رؤية زوجته الأولى أم علي، وابنه علي، فأصبح السلطان أيبك أكثر عدائية لشجرة الدر، التي علمت أنه كان يخطط للزواج من أميرة تركية، فقتلته.
وبعد اغتيال السلطان أيبك، قررت زوجته الأولى «أم علي» الانتقام من شجرة الدر لقتل زوجها والتآمر على ابنها «علي» لمنعه من الجلوس على العرش، فأمرت خادمتها بقتل شجرة الدر في حوض الاستحمام الخاص بها بضربها بـ"القباقيب".
وللاحتفال بوفاة شجرة الدر، أمرت «أم علي» الطهاة بإعداد حلوى جديدة ولذيذة وتوزيعها في جميع أنحاء مصر بعد إضافة عملة ذهبية إلى كل وعاء، ما أضفى البهجة وقتها على المصريين، وجعلهم يطلقون على هذه الحلوى «أم علي».
4- عروسة المولد
تعد واحدة من أهم الطرق للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر، وهي عبارة عن عروس من السكر، ويُثار حول أصلها عدة روايات، فيُحكى أنه عندما هزم جنود الخليفة الفاطمي المستنصر بالله القبائل التي هاجمت مصر، أمر الطهاة في الديوان بطهي الحلويات الجديدة وتوزيعها للأهالي احتفالًا بانتصار الجنود، حتى جاء الحلوانية ومعهم عروس من السكر.
بينما قالت رواية أخرى إنها جاءت إلى مصر بقدوم الشيعة إليها، وفكرتها مستوحاة من دمية فاطمة الشيعية، التي تحيي ذكرى حبها للسيدة فاطمة، ابنة النبي محمد، في ذكرى مولد الرسول.
ومع ذلك، فإن غالبية المؤرخين يعتقدون أن عروسة المولد ظهرت في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، عندما سمح لزوجته بمرافقته إلى موكب المولد للاحتفال بالمولد النبوي، فارتدت زوجته فستانًا أبيض اللون براق وتاج من زهور الياسمين على رأسها، فقرر الجمهور تصويرها وزوجها بنحت عروس السكر والعريس على حصانه.
5- «صوابع زينب»
هي واحدة من أشهر الحلويات في مصر، ويعود تاريخها إلى 1260م، عندما عاد الملك الظاهر بيبرس، رابع سلاطين الدولة المملوكية، إلى مصر بعد أن هزم المغول وقرر الاحتفال بانتصاره بطلب خبز الحلوى وإعطائها للمصريين.
نال الطبق الجديد إعجاب الظاهر بيبرس، وسأل كبير الطهاة عن اسمه، فأجابه بأنه "صوابع زينب" مشيرًا إلى أن الخباز زينب هي من صنعتها.
6- «الكنافة»
هي واحدة من أشهى الحلويات، يكثر بيعها خلال شهر رمضان المبارك، ويُحكى أنها تعود إلى الخلافة الأموية، عندما كان الخليفة معاوية بن أبي سفيان يشكو دائمًا من الجوع خلال صيام رمضان، فأعد له أحد طباخيه طبقًا غنيًا لمساعدته على تحمل الصيام.
وقال مؤرخون إسلاميون آخرون، إن الكنافة ظهرت في مصر عندما دخل الخليفة المعز لدين الله إليها، فرحب به المصريون بتقديم هذا الطبق له.