متحف النوبة تاريخ مفتوح يمتلئ بالآثار وكنوز تحمل عبق التاريخ، يجب ألا يفوتك زيارة تلك البقعة الساحرة الحاضرة في كتب تاريخنا، فالنوبة تتميز بطبيعة خاصة ولا نبالغ إذا قُلنا ساحرة للكثيرين بفنونها ولغتها وعاداتها وتقاليدها، فالمتحف له طابع مختلف عن غيره، يكمن سحره وجماله في بساطته وهدوئه.
أنشئ متحف النوبة، في 1997، يقع في واحدة من أجمل المناطق الأثرية بأسوان حيث يحتل ربوة عالية تجاوره القباب الفاطمية الإسلامية المعروفة بالـ"44 ولي" ويتميز بالطراز النوبي المعماري الذي استوحاه المصممون من المقابر الفرعونية لحفظ تراث حضاري ثمين.
صمم عمارة المتحف، المهندس المصري محمود الحكيم، على أساس تحقيق التكامل مع البيئة المحيطة وتناسب تكوينه المعماري مع طبيعة المنطقة الأثرية وتناغمه مع الموقع العام بأسلوب المصاطب المتدرجة التي تتوافق مع البيئة المحيطة وطبيعة المناخ الخاص لمدينة أسوان، حيث الشمس الساطعة والحارة في علاج الواجهات؛ لتخفيف الضوء الشديد والحرارة متوائما مع مفردات العمارة النوبية لتوفير أكبر قدر من الظلال.
تبلغ مساحة المتحف، 50 ألف متر مربع، منها 7 ألاف متر مربع مقام عليها المتحف، و43 ألف متر مربع للموقع الخارجي والعرض المكشوف، وخصصت نصف المساحة المقام عليها مبني المتحف لقاعات العرض المتحفي الداخلي، والنصف الآخر للمخازن والترميم وإدارة البحوث وأماكن الإدارة والخدمات العامة، ويتكون المتحف من ثلاث طوابق:
ـ الطابق الأرضي هو المدخل الرئيسي، و3 قاعات، عرض، محاضرات، كبار الزوار، وغرف الأمن والإدارة وغرفة مدير عام المتحف.
ـ الطابق الأول يضم؛ كافيتريا، مكتبة، أمناء المتحف، حجرات تصوير فوتوغرافي وميكروفيلم، إدارة المتحف والخدمات.
ـ البدروم يحتوي؛ قاعة العرض الرئيسية، معامل الترميم، الورش، المخازن، الآثار، مركز استقبال، مسرح مكشوف.
يحتوي المتحف على 5 آلاف قطعة أثرية، تمثل مراحل تطور الحضارة والتراث النوبي، ويضم العرض الخارجي للمتحف 86 قطعة فريدة من التماثيل الكبيرة واللوحات الأثرية مختلفة الأحجام.
تعود أهمية التاريخية لهذا المتحف إلى وجود تمثال رمسيس الثاني، أعظم ملوك الأرض زوج نفرتاري النوبية أجمل زوجاته وصاحبة اللقب الملكي، يتوسط القاعة التي تضم ملوك الأسرة الكوشية الـ25، التي كان أبرز ملوكها الملك "كان عن خي" الذي رمم العديد من المباني الديرية في مصر، فضلًا عن اللوحات التي تعكس الأساليب الفنية في عصري الدولة الوسطي والحديثة.
كما تعكس اللوحات أيضًا اعتماد الإنسان البدائي على ذاكرته وملاحظته القوية للحيوانات والطيور التي وجدها في الصحراء النوبية وتم تسجيلها على الصخور والأماكن التي كان يحتمي بها ويستظل بها.
ويحتوي المتحف على كهف صُمم ليكون ممثلًا للأماكن التي وجدت بها الرسوم وعلى الرغم من بدائية هذه الصور إلا أنها عبرت عن المهارات الفائقة لراسميها، ويوجد بعض أشكال دبابيس القتال والأدوات التي استخدمها إنسان الكهف.
ويضم المتحف أيضًا تمثال صغير للإلهة إيزيس ترضع الطفل المعبود حورس، والتمثال يصور فكرة الأمومة عند المصريين، ونسخة من نموذجا لفصيلة مشاه نوبية من الدولة الوسطى، ومجموعة من أدوات الزينة والقلادة الملكية.