تشتهر مدينة بورسعيد منذ زمن، برواج الحركة التجارية داخل أسواقها ما جعلها مركزًا تجاريًا يقصده الزبائن من مختلف المحافظات، ولأن شهر رمضان المبارك شهرًا مميزًا يُضفي آثاره على الجوانب المعيشية إلى جانب الروحية منها، فهو يترك بصمته على مسار الحركة التجارية أيضًا.
"مصر الناس" توجهت إلى الاسواق البورسعيدية وحاورت بعض التجار الذين تحدثوا عن حركة الشراء خلال الشهر المعظم.
يرى أحمد صبحي، يعمل بتجارة الملابس الجاهزة، منذ 15 عامًا، أن حركة التجارة في شهر رمضان تزداد معدلاتها خلافًا للأيام العادية نظرًا إلى حلول عيد الفطر بعد الشهر الكريم لافتًا قدوم زبائنه من محافظات مختلفة مثل؛ السويس والإسكندرية والإسماعيلية ودمياط وغيرها من المحافظات.
وبسؤاله عن حقيقة استغلال التجار الفترة الأخيرة من الشهر ورفعهم الأسعار الناس، أجاب: "هذا غير صحيح بل على العكس التاجر يُفضل خفض الأسعار في تلك الفترة ليبيع ما تبقى لديه من بضاعة ولأنه يكون جنى بالفعل مبلغًا كبيرًا من المال في أول شهر رمضان". وواصل حديثه، بعد الشهر الكريم تقلّ الأسعار أكثر ويكون الإقبال مرتفعًا لتفضيل بعض الزبائن الشراء في غير أوقات الازدحام.
من جانبه، قال وليد عثمان، يعمل بتجارة الأحذية منذ 6 أعوام، إن معدل إقبال زبائن المحافظات الأخرى للشراء من بورسعيد انخفض في آخر 3 سنوات، وأن الاعتماد الأكبر بات على زبائن بورسعيد، أما زبائن المحافظات الأخرى مثل دمياط والمنزلة والقاهرة والإسكندرية فعلى الأغلب هم يأتون ضمن رحلات وزارة الشباب والرياضة.
محل أحذية رجالى فى بورسعيد - تصوير: أحلام المنسي
وتابع، أن معدل الشراء في أول الشهر يكون ضعيفًا جدًا ويتحسن في آخر 10 أيام من الشهر الكريم، وتظل الأسعار ثابتة من أول الشهر حتى آخره. يشعر وليد بالأسف نتيجة ارتفاع اسعار الأحذية المصرية الصنع، والتي أصبحت تتقارب أسعارها مع الأحذية المستوردة مما يدفع معظم الزبائن للعدول عن الشراء بعد معرفة السعر، مضيفًا: "مواد التصنيع غلت على المصنع فالمصنع بيغلّي علينا فإحنا مبنغليّش على الزبون عشان ميمشيش لكن مفيش فايدة".
وأوضح أن الإقبال بعد شهر رمضان ضعيفًا جدًا، وأن التجارة في بورسعيد أصبحت " مواسم ومناسبات فقط "، على عكس ما كان يحدث منذ عدة سنوات، قائلًا: "مكنتيش تعرفي تمشي في الشارع من الزحمة والمغتربين والرحلات وناس من الصعيد ومصر كلها طول السنة".
واتفق التاجران على أن الشراء يرتفع بعد الإفطار وصلاة التراويح من الساعة 9 مساءًا حتى 1 صباحًا، وأن المنطقة الحرة أصبحت فائدتها محدودة للغاية في الفترة الأخيرة.