كتبت-فاطيما صفوت
جاء شهر رمضان وهلت روائحه داخل البيوت والمساجد، وانتشرت مظاهره بالشوارع والحارات ومع حلوله بدأت المرأة النوبية تشمر عن ساعديها، لأداء التجهيزات الرمضانية النوبية التي توارثتها من جيل لآخر وظلت محتفظة بها لإحياء روح النوبة المتسمة بالجمال والبساطة.
وجرت العادة مع حلول أول أيام الشهر الفضيل، احتواء سفرة الطعام النوبية على نوع مميز من الخبز كان يتم خبزه في النوبة القديمة يُسمى "الكابد" (باللغة النوبية لأهالي التهجير/الفاديجية) أو "الخماريت" (باللغة النوبية الدارجة في معظم قرى محافظة أسوان/الكنوز).
وهناك نوعان من هذا الخبز، النوع الأول وهو "الكابد أو الخماريت" يتميز بعجينة سميكة بينما يُطلق اسم "الشدي أو الكاجيه" على النوع الثاني وهو عبارة عن عجينة رقيقة.
مكونات الخبز
تقوم المرأة النوبية بتجهيز مقادير عجينة الخبز التي تتكون من دقيق وماء وكربونات الصوديوم وملح ثم تُترك المكونات بعد خلطها تختمر لمدة عشر دقائق ثم تبدأ بتسويته.
التسوية
وقديمًا كانت تسوية الخبز، تتم داخل فرن كبير مصنوع من الطين كان يُوضع في حجرة مخصصة للخبز ويتم إشعاله عن طريق حرق القش بداخله ثم توضع كميات صغيرة من العجين على "الديو" أي الدوكة لبضع دقائق حتى تكتمل تسويته.
وحديثًا بات يتم تسوية "الكابد" عن طريق الشعلة المتمثلة في "بوتاجاز" صغير ذا شعلة واحدة أو من خلال "البوتاجاز" التقليدي المتوفر في معظم المنازل.
ولا يقتصر تقديم خبز "الكابد" على شهر رمضان فحسب إلى جانب طبق الملوخية "الاتر / جاكود" (باللغة النوبية) أو البامية "ويه / جوندوه" باللغة النوبية حيث يتم تقديمه أيضًا أول أيام عيد الفطر بعد خلطه باللبن والسمن البلدي كوجبة أساسية بعد أداء صلاة العيد مباشرة.
كما يُقدم الخبز النوبي في أول أيام عيد الاضحى إلى جانب الحساء واللحم "أرج/كوسو" (باللغة النوبية)، ولازالت البيوت النوبية تتمسك بتقاليد إعداد مع إدخال إضافات جديدة عليها.