النيل في أسوان له طبيعة مختلفة عن بقية الأماكن، فالجزر المحيطة به من كل جانب تضُفي سحرًا خاصًا، أما المراكب الشراعية فتشكل لوحة فنية في وسط النيل.

الريس أحمد سعيد، ذو الـ34 عامًا، روى لـ"مصر الناس" كيفية صنع الشراع ،قائلًا: "الشراع ده شيء أساسي في المركب، وبنعتمد على الرياح في توجيهه، وعشان المركب ماتغرقش لازم الشراع يتصمم بطريقة معينة".

وأوضح: «الأساس في تصميم الشراع هو طول المركب نفسه، فيه مركب بتاخد 50 متر قماش، ومركب تانية 60 مترً، والمراكب الكبيرة بتوصل لـ150 متر".

وتابع: "يتم تجهيز القماش الخاص بعمل الشراع بطريقة مختلفة، نبدأ بإحضار نوع معين من الأقمشة من مصر (يقصد القاهرة)، بيكون فيه نسبة قطن ونايلون وبيبقى نوعين عرض متر وعرض 50، العرض متر مش بنشقه إنما الـ50 بنشقه نصين، وبييجي واحد اسمه القلاع وبيقيس طول الخشبة اللي بيتحط فيها الشراع، وبنجيب القماش وبنشتغل عليه، وبعدها بيتم تقطيع القماش بشكل طولي على حسب طول الخشبة".

تجهيز القماش الخاص بالشراع

واستطرد: "بعد كده بنجمع الأقمشة جنب بعض ونجهزها للخياطة اليدوية، بخيط أبيض مقاس 16؛ عشان الشراع ليه طريقة مختلفة في الخياطة مينفعش نشتغلها بالماكينة، وبنحط طبقتين من القماش فوق بعض ونخيطهم، وبعد الخياطة للقماش بنخيط الحبال اللي بيتسحب منها الشراع، مضيفًا: "مش أي مراكبي يعرف يعمل القلع، مراكبي عن مراكبي يفرق، إحنا اتعلمناها من جدودنا وشربناها منهم صح".

وعن أسباب قطع الأقمشة بهذه الطريقة، وعدم استخدام قطعة واحدة من القماش دون تمزيقه لأجزاء طولية، أوضح: "الشراع هيبقى زي الكيس وممكن يطير من الهوا ويتقطع وأقل عاصفة تخليه مينفعش تاني".

الخياطة اليدوية لشراع المراكب

يستغرق مده صنع الشراع للمراكب الصغيرة 5 أيام، وللمراكب الكبيرة 15 يومًا، ويبدع المراكبي الأسواني في زخرفة الشراع الخاص به بعده أشكال، فيضيف إليه بعض الأقمشة الملونة لتزيينه بواسطة نوع من الأقمشة يُسمى "الداترون"، ومنهم من يضع صورة لفنان معين ويقوم حياكتها بالطريقة على الشراع، وهو ما يجعل هذه المراكب مميزة عن غيرها، بصورة تجذب السياح إليها.

وفيما يتعلق بالسائحين الذين يفضلون التنزه بالمراكب الشراعية، قال الريس أحمد: "أكتر زبائن تحب المركب الشراعي، الألمان والفرنسويين وبالأخص الألمان، أما باقي الجنسيات سواء صينيين أو روسيين أو أسبان مش بيميلوا ليها أوي".

شراع المركب فى شكله النهائى