بات العم علي السوهاجي، بائع العرقسوس معلمًا من معالم شهر رمضان في مدينة قنا، فرغم أنه لا يتجول بين أحياء وشوارع المحافظة ويستأجر مكانًا ثابتًا طوال شهر رمضان إلا أن أهالي المدينة يأتون إليه من شرق المدينة وغربها، للحصول على مشروب العرقسوس الذي يصنعه بنفسه رغم بلوغه سن السبعين عامًا.
ورث "العم علي" حب المهنة عن والده الذي تجول بين محافظتي قنا وسوهاج وهو يرن "الصناجتين النحاسيتين" ليروي ظمأ الناس في القرى حتى استقر به الحال في مدينة قنا، وتعلم العم على صناعة المشروب من والده في أثناء مساعدته في إعداده ثم التجول معه بين الأسواق والمحال التجارية كبائع متجول يبيع العناب والعرقسوس والتمر الهندي.
يحرص العم علي، دائما على التمسك بالأسلوب التقليدي في جذب الزبائن من خلال ترديد العبارات "شفا وخمير يا عرق سوس" و"أحلى من العسل يا خروب"، في أثناء تجوله في الأسواق.
وحول كيفية تحضير شراب العرقسوس، يقول السوهاجي لـ "مصر الناس" أنه يطحنه حتى يصبح ناعمًا مثل الدقيق ثم يقوم بنقعه في الماء لمدة يومين متتالين، ثم تتم تصفيته ليُقدم للزبائن كشراب طازج يساعد على مقاومة حرارة الجو، كما أنه يقوم بتصفيته أمام أعين الزبائن مما يزيد ثقتهم بنظافة الشراب، حيث ينقع النبات في إناء زجاجي أو بلاستيكي.
تصفية العرقسوس عن طريق قطعة قماش
وتتم تصفيته عن طريق قطعة قماش نظيفة تسمى "شاش"، بعدها تبدأ عمليات التحلية والتعبئة في الإبريق الزجاجي أو النحاسي، ويتمسك "السوهاجي" بزي ملابس بائع العرقسوس التراثية والتي يعلن بها عن نفسه بين الأسواق لإظهار عراقة وتاريخ الشراب الذي يبيعه حتى أَضحى الزبائن هم من يبحثون عنه ويتساءلون فيما بينهم في أى شارع يقف اليوم حيث يرتدي سروالًا فضفاضًا يغطي رجليه ويتمتع بحجر منخفض " ساقط" يُمسك به من منطقة الوسط حزام مطاطي "أستك" حيث يسهل هذا الزي حركته.
وعندما تُقبل عليه يجذبك إليه صفاء عينيه الخضراء ولون بشرته البيضاء التي لم تفلح الشمس الحارقة في إضفاء درجات سمراء عليها رغم أن أعوام الشقاء قد ارتسمت على وجهه الضاحك دائمًا.