الكثيرون اتخذوا الأعمال اليدوية فرصة لإثبات الذات وآخرون اعتبروها احد مصادر الدخل، ومع ذلك اتخذ هذا العمل طابعًا مميزًا يعبر عن تراث الشعوب.
مروة محمد عبد السلام، فتاة من الصعيد، لا تعرف معنى الاستسلام، كافحت وبشدة حتى تضع نفسها على الطريق الذي رسمته منذ سنوات عديدة، بعد تخرجها في كلية التربية الفنية، جامعة المنيا، وإنجابها 3 أبناء، والتحاقها ببعض وظائف التدريس، التي سرعان ما كانت تتركها؛ لعشقها العمل المبدع غير الروتيني، بالإضافة إلى عجزها عن ممارسة خبرتها وهوايتها في تعليم الأطفال بسبب الميزانية الضعيفة والمناهج التقليدية.
ظهرت فكرة مروة منذ عام 2008 بعد عدة سنوات من تخرجها، عندما بدأت في استغلال موهبتها ومهارتها في تطويع الخامات وتحويلاها لمشغولات يدوية في قمة الدقة ، بصناعة الكوليهات والأساور والخواتم، من النحاس، الذي يتم طلائه بالفضة أو الذهب وفقًا لرغبة العميل، بالإضافة إلى استخدامها خامات مثل الفيروز، والعتيق، والزمرد، واللولي.
وأوضحت خلال لقائها بـ"مصر الناس" أنها اختارت هذا النوع من الأعمال اليدوية والخامات تحديدًا؛ لأنه يتسم بالطابع الشرقي، متابعة: "نحن كشرقيون نحب التعبير عن نفسنا بشيء قريب منا قد تكون حلية ما أو قلادة". تعلمت مروة هذه المهنة بجهودها الذاتية من خلال شبكة الإنترنت، حيث كانت تشاهد الكثير من الفيديوهات، ما أكسبها بعض الخبرة فضلًا عن دراستها الفنية، الأمر الذي ساعدها في بدء مشروعها، وإنشاء معرض خاص بها، لتقدم فيه منتجاتها.
وشاركت في الكثير من المعارض والمسابقات الفنية، وكان من أهمها معارض تابعة لمنظمات مثل العمل الدولية، والمعونة الأمريكية والكندية، بالإضافة إلى نادي المقاولون العرب، ونادي الشمس، ونادى الصيد بالقاهرة. ودربت ما يقرب من 7000 شابة، من خلال ورش مجانية لتعلم الأعمال اليدوية، أقامتها منظمة المعونة الأمريكية والكندية، دعمًا لها في الفترة من 2008 حتى 2015، ولكن مع اندلاع الثورتين المصريتين توقفت تلك المساعدات وتوقفت الورش في ظل الظروف السيئة التي لاحقتها، لكنها مازالت على تواصل مع بعض المتدربات خاصة اللاتي أسسن عملًا خاص بهم في هذا المجال.
تحبذ مروة العمل بمفردها، فهي تحب التأكد من سير مجريات العمل بأمان، بالإضافة إلى جودة ودقة المنتج، وتسوق منتجاتها من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رافضة تسويقها للمحلات والبازارات خوفًا منها على سرقة العلامة التجارية الخاصة بها، والتي أطلقت عليها اسم هاندي "Handy" ومعناها "يدوي" باللغة العربية.
اتخذت مروة قرارها بإنشاء معرضها الخاص، الذي يعد الأول من نوعه في الصعيد كله؛ لتحقق بذلك جزء من حلمها، الذي تطمح لإكماله عن طريق تسويق منتجاتها عالميًا، وتأمل لقاء مجلس الصناعات التصديرية للأعمال اليدوية، الذي تواصلت معه، وعرضت عليه منتجاتها، التي لاقت إعجابهم.
عنوان الجاليري: ميدان لبنان، بجوار ماركت سان مايكل، المنيا.