المخترع الصغير.. عبد الرحمن عمران وحلم «نوبل»
كتبت-بسمة رشاد
الشغف بالعلوم منذ الصغر، وتطبيق كل الدروس عمليًا في المنزل، والإيمان أن الطموح والأحلام لا سقف لهما، وأن الشغف والفضول لا يقف أمامها حواجز؛ جعلا "عبد الرحمن عمران" الذي لم يتجاوز الـ 18 عام يحصل على العديد من الألقاب بسبب ابتكاراته مثل المخترع الصغير وبلجيتس الصعيد، ويُلقب بـ"مُخترِع مصر الأول" عن اختراعه لأول كرسي متحرك يعمل بإشارات المخ.
يأخذ المخترع الصغير "زويل" مثلًا أعلى له، ودائمًا ما يحصل على التشجيع من والديه لإيمانهم بأنه سيصل إلى أعلى المراتب العلمية يومًا ما، مما دفعه إلى عدم الاكتفاء بما يتلقاه من علم في المدرسة، وتخصيص جزءً من وقته في البحث على الانترنت عن المواقع والكتب العلمية الخاصة بالإلكترونيات والبرمجة، وفى الإجازات يذهب للقاهرة لحضور التدريبات في المجال ذاته قائلًا: "كنت بنزل من الساعة 7 الصبح أروح الكورسات لغاية بالليل ووقت الراحة والنوم كان بيكون في المواصلات".
حكى عبد الرحمن، عن أحد المواقف الصعبة التي مر بها وهي عندما احترقت الدائرة الخاصة بالكرسي المتحرك قبل مشاركته في مسابقة "يوم الهندسة المصري" بيومين، ما جعل والده يضطر إلى السفر للقاهرة وشراء دائرة جديدة والعودة إلى أسوان لتركيب الدائرة والسفر مرة أخرى لحضور المسابقة، فما كان منه إلا أن يهدي الفوز لوالده هذه المرة تقديرًا لمجهوداته، ودائمًا ما يعترف عبد الرحمن بمساندة أهله له في كل ابتكاراته ودعمهم المعنوي والمادي واصفًا والدته بالجندي المجهول وراء نجاحاته.
رغم صغر سنه شارك عبد الرحمن، في مسابقة "الايسف" في سن الـ15 عامًا، بدواء يعالج ارتفاع ضغط الدم، ولكنه لم يُوفق، وفى السنة التالية شارك في نفس المسابقة وأخفق للمرة الثانية، ليعلق على ذلك قائلًا: "كل فشل كان تحدي بالنسبة ليَّ عشان أطور من نفسي ومن ابتكاراتي".
وشارك أيضًا في مسابقة "يوم الهندسة المصري" حيث كانت المفاجئة، فعلها أخيرًا وحصل على المركز الأول باختراعه الكرسي المتحرك لذوي "الشلل الرباعي"، الذي يعمل عن طريق حركة الرأس، وقد تبنت الهيئة العربية للتصنيع تنفيذ الاختراع.
هذا الابتكار لم يكن أول أعماله، فقد ابتكر أول نسخة ويندوز مُعَدَة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يساعدهم على تحريك الماوس عن طريق حركة العين من خلال كاميرا مثبته عليه، وتم تطويره ليصبح مثل الروبوت ويقوم بتنفيذ الأوامر عن طريق الصوت.
ويتذكر المخترع الصغير أول جائزة حصل عليها فيقول: "كان عندي 12 سنة واستلمت لاب توب من المحافظة؛ لتفوقي الدراسي بالصف السادس الابتدائي، وفي أول استخدامي للجهاز اختفت أيقونة ماي كمبيوتر، فجريت على جارنا الطالب بكلية الهندسة، لمَّا لقيته رجعها بكل سهولة قولت لنفسي إزاي أكون بالسذاجة دي ومن وقتها قررت أدرس في مجال الالكترونيات ومن هنا كانت بدايتي، ومرت الأيام وتفوقت على جاري في يوم الهندسة المصري".
يؤمن عبد الرحمن أن تقدم البلاد يقاس بالعلم لذلك فهو يحلم بدراسة الهندسة الإلكترونية، بجامعة "MIT"، أعرق جامعة بالعالم في هذا المجال، وهو يعمل الآن على ابتكار جديد يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة سوف يعلن عنه خلال هذا العام عند الانتهاء منه، وكل هذا ما هي إلا خطوات يضعها عبد الرحمن ليحقق حلمه الأكبر في الوصول لجائزة نوبل.