في اللحظة التي ستطأ قدماك هذا المكان ستجد نفسك شغوفًا بمعرفة أدق التفاصيل عنه، سوف تشعر وكأنك سافرت إلى دولة أوروبية وتقف أمام إحدى تصميماتها المعمارية العتيقة.
لكن سرعان ما سوف يزول هذا الشعور عندما تتخلى عن خيالاتك وتدرك بأنك تقف أمام أحد الأبنية وسط مدينة الإسكندرية وتحديدًا في مسرح سيد درويش الذي يُعرف أيضًا بـ"تياترو محمد علي" أو دار أوبرا الإسكندرية.
حدوة الحصان
يرجع تاريخ إنشاء هذا المسرح إلى فترة حكم السلطان فؤاد الأول، حيث وضع حجر الأساس له عام 1918، وتم الانتهاء من بناؤه عام 1921، قد بناه المهندس الفرنسي، جورج بارك، متأثرًا بالطراز الأوروبي والنهضة الأوروبية التي كانت من أهم معالمها التأثر بالطبيعة.
جاء تصميم المسرح على شكل حدوة الحصان كانت تظهر في قاعات الندوات اليونانية الرومانية.
كان المسرح في تصميمه الأول ينقسم إلى جزئيين لكن حاليًا اختلف شكله حيث تتوزع مساحته على ثلاثة أجزاء تضم سلم وكبينة للصوت والإضاءة.
قدمت الفرق الأوروبية والمصرية أمثال فرقة نجيب الريحاني وأولاد عكاشة وعلي الكسار عروضًا فنية على المسرح وبعد عام 1952، أصبح البيت الفني هو المسؤول عن إدارة المسرح.
وفي عام 1961، تم تغيير اسم المسرح من "تياترو محمد علي" إلى مسرح سيد درويش، من قبل محافظ الإسكندرية، حمدي عاشور، في هذه الفترة، وذلك تكريمًا لفنان الشعب ومسيرته الفنية خاصة أن مسقط رأسه يقع على بعد خطوات من موقع المسرح، في منطقة كوم الدكة.
وتعد دار أوبرا الإسكندرية هي دار الأوبرا الثانية في مصر، بعد تلك التي أسسها الخديوي إسماعيل بحي الأزبكية في القاهرة.
نوبار باشا
خلال الفترة من أواخر التسعينات حتى أوائل الألفية أُغلق المسرح وتوقف نشاطه إلى أن تولي الدكتور سمير فرج، رئيس المركز الثقافي القومي، عام 2002 وأحدث نقلة إدارية للمسرح من قبل دار الأوبرا المصرية، وفي عام 2004 تم ترميم المسرح بواسطة شركة فرنسية لتعيد شكل المسرح إلى توأمه الموجود في باريس مسرح "أوديوم".
ويُذكر أنه في إحدى زيارات وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، إلى الإسكندرية وجد تمثال لـ "نوبار باشا"، أول رئيس وزراء لمصر، مُلقى بأحد المخازن، فأمر بوضعه في فناء مسرح سيد درويش الذي دخل في تعداد المواقع الأثرية بمحافظة الإسكندرية عام 1999.
ومنذ عام 2004 وحتى الآن تم تسليط الضوء على مسرح سيد درويش وتم الاهتمام بتنويع أنشطته، فتم تدشين مركز لتنمية مواهب الأطفال من سن 6 سنوات لتعليم فنون الباليه والعود والجيتار، وقدمت الفرق الأوروبية والمصرية عروضًا مختلفة مثل حفلات الباليه والرقص المعاصر والحفلات الموسيقية كما اهتم المسرح بتقديم المجالس الثقافية، تُرى هل ستأتي لتشاهد قطعة من باريس على أرض الإسكندرية؟
تابع أخبار وعروض مسرح سيد درويش عبر الصفحة الرسمية على "فيسبوك": أوبرا الإسكندرية Alexandria Opera