كتبت: أسماء حمودة
مصطفى عثمان ابن أسيوط مثال عملي لما ينبغي أن يكون عليه رائد الأعمال؛ فهو يفشل ويتعلم من اخطاءه ويكرر المحاولة إلى أن ينجح، هو شجاع كفاية لاتخاذ قرارات جريئة يصحح بها مساره، حتى لو رأى من حوله عكس ذلك، هو مغامر ويحب التجربة والإكتشاف، وفوق هذا كله، يعرف تماما ما يحبه وما يريده ويسعى إليه ويخلص له إلى أقصى حد، ورغم أن كل هذه الصفات ليست سرا ويمكن للجميع السعي لاكتسابها وتطويرها، لكن قليلون فقط هم من يبذلون المجهود الكافي لفعل ذلك وتحقيق أحلامهم، ومصطفى واحد من هؤلاء.
بعد عدة سنوات قضاها طفلا في السعودية حيث كان يعمل والده، عاد مصطفى إلى محافظة أسيوط ليبدأ المرحلة الإعدادية، وليبدأ معها في تنفيذ الكثير من الأحلام التي ادخرها لنفسه أثناء إقامته خارج مصر، فقد ارتبط بجهاز الكمبيوتر منذ وقت مبكر وبات شغوفا به، لدرجة أنه قرر أن يكون مجال دراسته وعمله بعد ذلك، وهو ما استطاع تحقيقه بالفعل، بعد تحديات كثيرة.
بعد أربع سنوات قضاها في كلية الهندسة في قسم الكمبيوتر، اكتشف أن ما يدرسه ليس هو ما رغب فيه منذ البداية، فقد كان يدرس هناك الهندسة الصناعية، فكان قراره الذي فاجأ من حوله في البداية وهو أن يبدأ الدراسة من البداية في كلية الحاسبات والمعلومات، وكان قرارا صعبا خاصة على أسرته، ولكن سرعان ما أقنعهم تفوقه في كليته الجديدة بأنه كان القرار السليم.
أثناء الدراسة أطلق مع زملائه مبادرة لمساعدة الطلاب على الربط بين الجانب النظري في الكلية والجانب العملي في سوق العمل تحت اسم "اتعلم"، وهي المبادرة التي انتشرت في 10 جامعات مصرية، ولكنها لم تستمر لقلة الخبرة وكونه المسئول عن كل شيء، فلم يزده ذلك إلا إصرارا ورغبة فى محاولة جديدة.
بدأ العمل كمصمم ودفعته رغبته في التعلم بشكل أفضل إلى الانتقال من أسيوط إلى القاهرة، وهناك التحق بالعمل فى عدة شركات للتسويق الرقمي، ولكنه توقف عن العمل كموظف بدوام كامل، وقرر البحث عن أماكن مختلفة لاكتساب الخبرة والتعلم، حيث انضم كمدرب للتسويق الرقمي في أحد المراكز التدريبية الشهيرة بالقاهرة، وكان يعود لأسيوط كل فترة لتنظيم دورات خاصة لأبناء مدينته، وهو ما ألهمه بخطوته التالية.
المواهب التي تعرف عليها في دوراته التدريبية في أسيوط عرفته أن هناك الكثير من المواهب في الصعيد التي تحتاج فرص مثل هذه للتعلم والانطلاق، ولكن لا توجد أماكن كافية لاعطائهم هذه الفرصة خارج القاهرة، وهو ما حمسه لإطلاق مشروع يحل هذه المشكلة ويستفيد فيه بخبرته التي اكتسبها في التسويق الرقمي على مدى 8 سنوات، وهكذا ولدت "رقمية" الشركة الناشئة التي أسسها مصطفى بنفسه، والتي حققت نجاحا طيبا في تدريب الكثير من أبناء الصعيد على التكنولوجيا والتسويق الرقمي، بالإضافة لنجاحها في العمل في تصميم وتطوير المواقع وابتكار حلول تسويقية للعديد من العملاء المميزين في الصعيد.
ريادة الأعمال Entrepreneurship
تعنى «إنشاء عمل حر يتسم بالإبداع ويتصف بالمخاطرة»، ومن تعريفاتها أيضاً العمل على فكرة جديدة، تهدف إلى تقديم شيء جديد، يُحقّق فائدةً للمجتمع.
ورائد الأعمال Entrepreneur هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو أختراع جديد إلى ابتكار ناجح. يتسم الرائد بصفات منها:
وجود هدف طموح, وهي القوة التي تدفعه لبناء الشركة.
رؤيا مدعومة بالعديد من الأفكار القوية المحددة الفريدة أي جديدة في السوق.
رؤية شاملة واضحة لكيفية تحقيق هذا الهدف حتى وإن لم تكتمل التفاصيل فيتّسم بالمرانة وقابلة للتطوير.
تقوية النفس ودعمها بأمل كبير وعاطفة جياشة نحو تحقيق الهدف.
وضع استراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس وتنفيذها بالإصرار والتصميم.
المبادرة للوصول لنجاح فكرته.
المخاطرة محسوبة التكاليف والكيفية من حيث الوصول إلى السوق أو إنشائه، وكيفية تلبية احتياجات العملاء.
إقناع الأخرىن للانضمام إليهم والمساعدة.
إيجابية وصناعة قرار.
وهناك رواد عرب منهم:
خالد بشارة مؤسس شركة لينك دوت نت
فادي غندور مؤسس شركة اللوجستيات العالمية أرامكس
طارق نور مؤسس وكالة إعلانات TN holding
نجيب ساويرس رئيس أوراسكوم للإتصالات و أوراسكوم للتكنولوجيا
روّاد مشاهير:
بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت للبرمجيات
هنري فورد مؤسس شركة فورد
ستيف جوبز مؤسس شركة آبل للحواسب
مارك زوكربيرج مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك
لاري بايج وسيرجي برين الشركاء المؤسسون لشركة جوجل