كتبت: رندا ثروت – زينب محسن

فى شارع يجمع بين تراث الماضى وجمال الحاضر يقع قصر الامير بشتاك، وهو أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، ذلك القصر الذي يعد تحفة معمارية وسط العديد من المباني والبيوت، التى ترجع للعصرين المملوكي والفاطمي،  ليكون شاهدًا على روعة البناء المعماري فى تلك الحقبة ، ففى عام 740 هـ الموافق 1339م  تم إنشاء هذا القصر بأمر من الأمير سيف الدين بشتاك، ويقع القصر فى شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة بمنطقة النحاسين مجاورًا لسبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا .

‏القصر

يحتوي  القصر على عده طوابق يضم كل طابق عدد من الحجرات من أبرزها القاعة الرئيسية للقصر، والتي يتقدمها سطح مكشوف على يساره حجرة تؤدي إلى القاعة الرئيسية، وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء جلوس الأمير وزواره، وتميزت تلك القاعة بإقامة عدد من الاحتفالات والاجتماعات التى كان يعقدها الأمير بشتاك.

بيت الغناء العربى

أنشأت وزارة الثقافة بداخل قصر الامير بشتاك بيت الغناء العربى، الذي كان الهدف من إنشائه المحافظة على هوية الغناء العربي، فجاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني عام 2009م، بتخصيص قصر الأمير بشتاك بشارع المعز لدين الله الفاطمي، ليكون مقرًا لبيت الغناء العربي كأحد مراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية، ليقدم من خلاله تدريبات في الغناء العربي وتكتشف من خلاله أصوات جديدة وعازفين على قدرٍ عالٍ من المهارة والاحتراف.

و تستضيف قاعة الاحتفالات مجموعة من الحفلات الموسيقية  والغنائية، التي تُقدم نتاج ورش التدريب، كما يُقام بها عدد من حفلات الموسيقى العربية في المناسبات المختلفة،  بهدف مواجهة موجات الغناء الهابط، وحفاظًا على تاريخ الغناء العربي، ليكون حاضرًا في أذهان الأجيال القادمة، الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الغناء العربي.

كما يضم بيت الغناء العربي منفذاً لبيع الإصدارات الغنائية والموسيقية، ومن المقرر إصدار أعمال غنائية وموسيقية لخريجي بيت الغناء العربي، بالإضافة إلى أهم الإصدارات المتعلقة بالموسيقى العربية المسموعة والمرئية.

تطوير القصر

عانى قصر الأمير بشتاك سنوات طويلة من الإهمال وعدم إجراءات أعمال صيانة أو ترميم له، إلى أن تدخل مشروع تطوير القاهرة التاريخية بمشروع ترميم شامل للقصر بداية من عام 2003م  وانتهى فى عام 2007م بتكلفة حوالى 6 ملايين جنيه.