بينما تسير في أحد شوارع أسيوط، تجد سيارة مفتوحة من الخلف في زاوية الشارع بها كل ما يلزم من أدوات لعمل مختلف أنواع المشروبات، ليأتي في مخيلتك مشهد الزعيم عادل إمام في فيلم "كراكون في الشارع"، وهو يصمم منزل متحرك ليحل أزمة سكنه، "مينا وأنجلو" شابان في العشرينات من عمرهما، دفعتهما ظروف الحياة للتفكير خارج الصندوق، وقاما بتنفيذ أول كافيه متنقل بأسيوط.
عربية "بيجو كافية" بشوارع أسيوط
مينا لطفي، خريج الخدمة الاجتماعية، يروي لـ"مصر الناس" فكرة مشروعه قائلًا: "أنا شغال في الموبيليا وجربت حاجات كتير ليها علاقة بالأثاث لكن ماكنتش بتنجح، مشيت ناس كانت بتشتغل معايا لأن ماكنش فيه ربح، فحسيت إني لازم أدور على حاجة مختلفة ومخسرش فيها خصوصًا إني مسؤول عن أهلي".
وتابع: "كنت بدور على الإنترنت فلقيت فكرة معمولة في أوروبا ومناطق في بحري عندنا لكرفانات ومطاعم في الشارع لكن في الصعيد ماحدش لسة عملها، وروحت عرضت الفكرة على أنجلو وكنا بنقول إن تنفيذها شبه مستحيل، وقالي طب نشتري عربية غير البيجو فقولتله معنديش غيرها، وقعدنا نفكر مع بعض إزاي استغل عربيتي في تنفيذ فكرة شبه اللي شفتها".
"مينا" يقوم بتجهيز بعض العصائر
واستطرد: "عملي في الموبيليا والديكورات، سهل عليا تنفيذ المشروع، وعملت كل حاجة بأيدي واستغيلت شنطة العربية وشيلت كنبتين من ورا وسيبت الكرسيين اللي قدام بس، وجبنا تانك المياه وكل الأدوات اللي هنستخدمها في عمل القهوة والعصاير، كمان جبنا مولد كهرباء لأني كنت حريص إني ماخدش كهرباء من الشارع، أما التصميم فكله من الخشب، فكرنا لمدة 3 شهور ونفذنا في أقل من شهر، والافتتاح كان بالنسبة لنا مفاجأة ماكناش متوقعين الإقبال ده".
منيو "بيجو كافية"
أما أنجلو إبراهيم، الطالب بكلية التجارة، يحكي عن تجربته مع مينا قائلًا: "لما أقترح عليا الفكرة قولتله معاك لأني بثق في دماغه جدًا، واتحمست أكتر لأنها في مجال خبرتي عشان كنت بشتغل فترة في الغردقة (بريستا) وده الشخص المتخصص في عمل المشروبات، فأنا ومينا كملنا بعض هو بموهبته في تصميم الموبيليا وأنا بحبي لعمل المشروبات، وعملت مشروب مميز لمكانا، وهو عبارة عن خليط مانجة وفراولة مع آيس كريم شوكيلت، وده مشروب جديد ماحدش عمله في أسيوط وناس كتير حبته".
اسم الكافيه جاء من اسم ماركة العربية "بيجو"، و"المنيو" مُصمم من الخشب بشكل مميز وفريد.
التشابه بين "مينا وأنجلو" وعادل إمام في الفيلم ظاهرًا بشكل واضح في عده أمور منها، أن كلاهما دافعتهما الظروف الصعبة في ابتكار شيء مختلف لمواجهة ما يمروا به من أزمات.
يملك مينا وأنجلو تطلعات كبيرة ويتطلعون لإجراء مزيد من التوسعات في عملهم الجديد، وامتلاك مجموعة من العربات بدلًا من عربة واحدة، وأن يصبح "بيجو كافيه" علامة تجارية وسط أشهر العلامات.