تجذبك روائح شيقة تجعلك تتذوقها قبل أن تدخل فمك، وتجعلك تخطو تجاهها، لتجد عربة متنقلة حديثة الشكل مُصممة بألوان مبهجة تفوح منها رائحة البهارات و"الأكل البلدي" الفاتح للشهية حتى وإن لم تكن تشعر بالجوع، ويقف داخلها شاب عشريني، يصنع طعام لزبائن داخل العربة وزبائن "التك أواي".
تقف العربة المتنقلة بشارع الجامعة، أمام مسجد "عمر مكرم"، في أسيوط، لتكون أول عربة من نوعها داخل المحافظة، مُصممة على الطرق الحديثة تحمل لافتة مكتوب عليها "مش كنتاكي".
اللقمة الحلوة
اقتصرت العربات المتنقلة قديمًا على عربة الذرة المشوي والحمص والبطاطا بشكلها التقليدي وصاحبها الرجل الذي يرتدي جلباباً وتبدو على وجهه ملامح الفقر، لكن حديثًا أصبحت أكثر ابتكارًا وتحضرًا من جانب الطعام المقدم ومن جانب شكل العربة المبهج.
تعود فكرة عربات الطعام المتنقلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعام 1929، وأُطلق عليها "ميني مطعم" حتى تداولت الفكرة الي دول أخرى ووصلت إلى مصر وداخل محافظاتها.
يروي محمود إبراهيم، صاحب فكرة العربة ومالكها لـ"مصر الناس" قصة مشروعه، قائلًا: "كنت حابب أعمل فكرة جديدة وغير مكلفة، ويكون المكان خاص بية؛ لأن الإيجارات في أسيوط غالية جدًا، ووصلت لفكرة عربية أكل متنقلة لأن عندي خبرة في الأكل وأعرف أعمل اللقمة الحلوة".
تعلم محمود الصنعة من أهله، اللذين يعملون بمهنة الجزارة وإعداد الطعام للمصالح الحكومية، وشارك ابن عمه، الذي يُدعى "إسلام" لتجهيز العربة المتنقلة، التي كانت لدى محل خردة، وبحسب قوله فهي في الأصل كانت عربة من وسيلة مواصلات "طفطف"، عملت داخل جامعة أسيوط.
اشترى محمود العربة وأعدها بنفسه وجهزها بمعدات المأكولات والمشروبات، وصنع داخلها استراحة حتى يتناول الزبائن طعامهم داخلها، حتى أصبحت مكتملة ويتوافر بها جميع متطلبات الطهو.
استغرق محمود 6 أشهر لتحويل العربة إلى مطعم 5 نجوم من ناحية الخدمة والنظافة، ثم بدأ التنقل بها في أماكن مختلفة، ما جعله يشتهر في أكثر من منطقة.
مش كنتاكي
عُرف مطعم "كنتاكي" بشهرة عالمية ولكن ليس في مقدرة كل الشعب دخوله خوفًا من الأسعار وتكلفة الخدمة والضريبة المضافة، وذلك بحسب اعتقاد محمود، الذي جعله يكتب اسم له شهرة عالمية لكن في متناول الجميع.
الأصناف المقدمة
تقدم عربة الطعام المتنقلة "مش كنتاكي" أصناف مختلفة من المأكولات والمشروبات، وتعمل على مدار 24 ساعة، تقدم صباحًا "سندويتشات الجبن والمربى والعسل"، وتعمل ليلًا على تقديم سندوتشات ووجبات اللحوم، ومن أكثر الأصناف المطلوبة من الزبائن الكبدة والسجق، الذي يصنعه بطريقة محترفة.
قال محمود إن العربة يرتادها زبائن من مختلف المستويات والأعمار، حتى إن بعض الزبائن تحضر إليه من قاعة أفراح "الجامعة"، المجاورة حتى تتناول "اللقمة البلدي الحلوة".
وذكر أن أهله وجيرانه هم من شجعوه على هذا العمل، مؤكدًا أنه هو الآخر يشجع الشباب الآخرين على تقديم أفكار جديدة وتحويلها لمصدر رزق، ويدعوهم للمثابرة وعدم الإحباط.